الجمعة، 1 نوفمبر 2019

أن تأخذ بقوة ، يعني أن تعطي بقوة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أن تأخذ بقوة ، يعني أن تعطي بقوة
فأَقْوَى النّاس أَحْسَنُهُمْ مَعُونَةً لهم . فليست القوة في كِبَرِ الجثة: فرب صغيرٍ ضعيفٍ قد بلغ حيلته ودهائه ورأيه ما يعجز عنه كثير من الأقوياء. وللمرء أن يدخر قوته لنوائب الدهر يستعين بها في مواجهتها . فالقوة سواء كانت مادية جسدية أم معنوية ، فهي بالنسبة لكل الخلق أمر مكتسب يزول بزوال الأسباب التي أدت لبلوغه 0
ونسب إلى معاوية رضي الله عنه قوله : ما رأيت تبذيرا إلا وإلى جانبه حق مُضَّيعٌ. ما في يدك أسلم من طلب الفضل إلى الناس. ما غضبي على من أملك، وما غضبي على ما أمُلك. أنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة. التسلط على المماليك من لؤم القدرة، وسوء الملكة.
والقوة لا تعني الأخذ مطلقا فلو كان ذلك ما رزق الله الكافر قطرة ماء . إلا أن الأنانية وحب الذات والخوف من الغيب وعدم الثقة بمن وِهب يجعل المرء قليل العطاء مقتراً
قال ابن أمَّ صاحبٍ :
أتَيْتُ الولَيدَ فألْفَيْتُهُ ... كَمَا قَدْ يُقَالُ غَنِيًّا بَخِيلا
غَنِىَّ العَفَاءِ بَطِيَء العَطَاءِ ... لاَ يُرْسِلُ الخَيْرَ إلا قَلِيلاَ
فَقَدْتُ الوَلِيدَ وَأنْفاً لَهُ ... كَثَيْلِ القَعُودَ أبَى أَنْ يَبُولاَ
فَلَيْتَ لَنَا خَالِداً بِالوَليدِ ... وَعبْدَ العزيز بَيحْيىَ بَدِيلاً
أَنَحْنُ قَعَدْنَا بِأَبْنَائنَا ... أمِ القَوْمُ أنْجَبُ مِنَّا فُحُولاَ
فَإنْ تَمْنَعُوا مَا بِأيْدِيكُمُ ... فَلَنْ تَمْنَعونِي إذَا أنْ أقُولاَ
يا رب أكرمنا بأن نعطي كما أعطيتنا
مُنّ علينا بأن نمنح الأرض التي نبتنا عليها ظل فضلك
هب لنا من القوة ما تعيننا به على التمسك بالحق ، ومن الحق أن نؤب عن الباطل
فرج يا رب عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــ
كليلة ودمنة (ص: 111)
الإعجاز والإيجاز  للثعالبي (ص: 73)
التمثيل والمحاضرة – الثعالبي (ص: 31)
الوحشيات – أبي تمام (ص: 219)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق