الجمعة، 8 نوفمبر 2019

يا ذات الحلم نداؤنا لأمهاتنا


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
يا ذات الحلم
نداؤنا لأمهاتنا
الأمّ في كلّ معانيها: من أمّة، لأنّ تأسِيسَ الكلمة من حرفين صحيحين، والهاء فيه أصلية، ولكنّ العرب حذفت تلك الهاء إذا أمنوا اللبس عن معنى ولفظ الكلمة . والأم هي الحُبية لأنها تتحوب لبنيها؛ أي: تتحزَّنُ وتتوجع . وتطلق الحبية للْأُخْتُ وَالْبِنْتُ . وَأم الْكتاب: سُورَة الْحَمد لِأَنَّهُ يبتدأ بهَا فِي كل صَلَاة .وَأم الْقرى: مَكَّة سميت بذلك لِأَنَّهَا توسطت الأَرْض
وَأم النُّجُوم : المجرة .
منا من ينادي فيقول : ماما ، وآخر فيقول يا مو ، أو يموه ، ومن الناس من يتوجه لأمه بـ يا حجي وليس يا حاجة مع الأسف الشديد ومعنى حجي سيئ وحتى إن كان القائل لا يقصد المعنى السيئ ، وأنا واحد ممن كان ينادي أمه فيقول : أُمي وأحيانا كنت أقول : يَمُوه
أما الاسكندر فقد اختار لنداء أمه بـ (يا ذات الحلم )وأقتطف من إحدى رسائله لأمه طرفا منها
يا ذات الحلم ، أسألك من قربي من قلبك أن تستمعي لقراءة كتابي هذا وتتفهّميه وترفعي نفسك عن شبه النّساء وضعفهنّ في الرّقة، كما لم يكن ابنك يرضى بشبه الرّجال في كثير من أمورهم، وانظري وتأمّلي في جميع ما أحاط به العالم. هل رأيت لشيء قرارا ثابتا، أو حالا دائما؟ ألم تري أنّ الشّجرة كيف تهتزّ أغصانها، وتخرج ثمارها وتلتفّ ورقها، ثم إن يلبث أن ينهشم الغصن، ويتساقط الثّمر، ويتناثر الورق. أو لم ترى إلى النّهار المضيء النيّر البهي كيف تخلفه الظّلمة في مكانه؟، أو لم تري القمر أبهى ما يكون ليلة البدر يكسفه الكسوف فيذهب بنوره فيظلم ما ظهر من نوره وبهجته وحسنه، أو لم تري الكواكب الزّاهرة كيف يغشاها الطّموس فيخمد نورها؟ أو لم تري إلى شهب النّيران المتوقّدة ما أسرع ما يخبو ضوؤها ولهبها؟ بل انظري إلى الماء العذب ما أسرع جريته إلى البحار المالحة التي تحوله إلى طبيعتها ومرارة ذوقها؟ ....
هي الام يَكفي ان نَراها تحفنا ... بواجبها وَاللَه عنا يثيبها
جرب مرة ومرة أن تتذوق حلاوة رجلي أمك بتقبيلها وأنت تمرغ وجهك بلذة رجلين تقوداك للجنة
ـــــــــــ
مصادر الشعر الجاهلي (ص: 190)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق