الأربعاء، 6 يناير 2016

ما أشبه اليوم بالأمس يا وطني

ما أشبه اليوم بالأمس يا وطني
منذ سنين قرأت حكاية للكاتب جودت سعيد تأثرت بها
تستقرئ حالات إنسانية في ظروف يفترض فيها اللحمة الإنسانية
الأخبار تفيد أن خلل ما حدث في النظام الفلكي للمجموعة الشمسية ، وأنظار الناس كلها وبما توفر من وسائل إتصال ترقب ما حدث ، وقد أبلغت المراصد الفلكية أن الشمس تقترب من الأرض ، واحتمال اصطدامها بها أو إنجذابها إليها أمر أضحى في حدود الممكن ، فهي تقرب من رؤوس العباد بسرعة خيالية
وفي إحدى صالات أحدى المطارات ، تجد الناس في حيرة واضطراب ، هل ستقلع الطائرات ، وإلى أين وكيف ؟
سؤال الأكثرية 0
-         رجل يقعد مع أولاده وزوجه ويرمق ، وبصره لا يغادر فتاة يأكلها بعينه وقد أظهرت من مفاتنها ما يوجب ستره
-         في زاوية أخرى أم تجول بعينيها وتخاطب شاباً يرافقها انظر هل هي جميلة ؟ فأخطبها لك !
·        مكبرات الصوت لقد اقتربت الشمس من الأرض بشكل كبير وما زالت
-         همس بين ثلة رجال وأحدهم يقترب من أذن الآخر ، ستكون مديراً عاما إن كنت في التشكيلة الوزارية الجديدة
·        مكبرات الصوت لقد سجلت دراجات الحرارة ارتفاعا مع ازدياد اقتراب الشمس من الأرض تنذر بإنهاء الحياة البشرية
-         صراخ بين اثنين لقد ما طلتني كثيرا وفوائد المال الذي لديك كادت تساوي المال نفسه ولن أتوانى عن وضع الشيكات عند النائب العام لأضعك في السجن
·        مكبرات الصوت أيها الأخوة توجهوا ، إلى الطائرة
إنها مزحة لا أكثر
ومن التاريخ فلقد غزا الدمستق حلب بعد أن قهره سيف الدولة مرتين وقتل ابنه ثم غزاه وهزمه وقتل صهره وأسره أحد أولا
وفي سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة وصل الدمستق إلى حلب بمائتي وخمسين ألفا من الروم وحاصر حلب وسيف غائب عنها فحاصرها وعندما قارب دخولها بعد أن أحدث فِي السُّورِ ثُلْمَةً، فَقَاتَلَهُمْ أَهْلُ حَلَبَ عَلَيْهَا، فَقُتِلَ مِنَ الرُّومِ كَثِيرٌ، وَدَفَعُوهُمْ عَنْهَا، فَلَمَّا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ عَمَّرُوهَا، فَلَمَّا رَأَى الرُّومُ ذَلِكَ، تَأَخَّرُوا إِلَى جَبَلِ جَوْشَنَ.
ثُمَّ إِنَّ رِجَّالَةَ الشُّرْطَةِ بِحَلَبَ قَصَدُوا مَنَازِلَ النَّاسِ، وَخَانَاتِ التُّجَّارِ لِيَنْهَبُوهَا، في لحظة كان الدفاع عن البلد هو الأولى فَلَحِقَ النَّاسُ أَمْوَالَهُمْ لِيَمْنَعُوهَا، فَخَلَا السُّورُ مِنْهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الرُّومُ السُّورَ خَالِيًا مِنَ النَّاسِ، قَصَدُوهُ وَقَرُبُوا مِنْهُ، فَلَمْ يَمْنَعْهُمْ أَحَدٌ، فَصَعِدُوا إِلَى أَعْلَاهُ، فَرَأَوُا الْفِتْنَةَ قَائِمَةً فِي الْبَلَدِ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَنَزَلُوا وَفَتَحُوا الْأَبْوَابَ، وَدَخَلُوا الْبَلَدَ بِالسَّيْفِ يَقْتُلُونَ مَنْ وَجَدُوا، وَلَمْ يَرْفَعُوا السَّيْفَ إِلَى أَنْ تَعِبُوا وَضَجِرُوا.
وَكَانَ فِي حَلَبَ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةٍ مِنَ الْأَسَارَى، فَتَخَلَّصُوا، وَأَخَذُوا السِّلَاحَ وَقَتَلُوا النَّاسَ، وَسُبِيَ مِنَ الْبَلَدِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ صَبِيٍّ وَصَبِيَّةٍ، وَغَنِمُوا مَا لَا يُوصَفُ كَثْرَةً، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ مَعَ الرُّومِ مَا يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ الْغَنِيمَةَ أَمَرَ الدُّمُسْتُقُ بِإِحْرَاقِ الْبَاقِيَ، وَأَحْرَقَ الْمَسَاجِدَ، وَكَانَ قَدْ بَذَلَ لِأَهْلِ الْبَلَدِ الْأَمَانَ عَلَى أَنْ يُسَلِّمُوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ آلَافِ صَبِيٍّ وَصَبِيَّةٍ (وَمَالًا ذَكَرَهُ) ، وَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ إِلَى ذَلِكَ، فَمَلَكَهُمْ كَمَا ذَكَرْنَا، وَكَانَ عِدَّةُ عَسْكَرِهِ مِائَتَيْ أَلْفِ رَجُلٍ
اقرؤا إن شئتم أي كتاب في التاريخ لتألموم بما حدث

يا رب فرج عن بلادنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق