الأربعاء، 6 يناير 2016

هموم أب وأي أب رجل حكم الدنيا

هموم أب وأي أب
رجل حكم الدنيا
كان يصلي في اليوم مائة ركعة
يغزو سنة ويحج سنة
إلا أن المرء أشد ما يؤتى من بيته من بنيه
سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ سار الرشيد نَحْوَ خُرَاسَانَ لِحَرْبِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ. وقد ابتدع سنة في الإسلام تغضب الله تعالى وتقوض أركان المجتمع ، وكان قد أرسل إليه أكثر من قائد عجزوا عنه ، ففشي أمر الرجل وكثر أتباعه في مناطق وعزة صعب على الشياطين الحركة بها ، فآثر أن يجتثه بنفسه
رحل الرشيد مريضا لا يعلم بوجعه إلا خالقه ، حتى زوجته الصالحة المؤمنة زبيدة ، لا خوفا منها ولكن خشية أن يعلم الأمين أو المأمون والقاسم بذلك 0
ويشتد مرض الرشيد ، ويقرأ في عيني أحد خواصه ومرافقيه إعجابا بما هو عليه ، وكأن ذلك حسد محب فينادي عليه الرشيد مخاطبا يَا صَبَّاحُ ( الصَّبَّاحُ الطَّبَرِيُّ ) لا أَحْسَبُكَ تَرَانِي بَعْدَهَا.
فَقال الصَّبَّاحُ: بَلْ يَرُدُّكَ اللَّهُ سَالِمًا.
قَالَ الرشيد : وَلا أَحْسَبُكَ تَدْرِي ما أجد
قال الصَّبَّاحُ : لا والله يا أمير المؤمنين .
فقال الرشيد : تعالى حَتَّى أُرِيَكَ. وَانْحَرَفَ عَنِ الطَّرِيقِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْخَوَاصِّ فَتَنَحَّوْا، ثُمَّ قَالَ: أَمَانَةَ اللَّهِ يَا صَبَّاحُ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيَّ. وَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، فَإِذَا عُصَابَةُ حَرِيرٍ حَوْلَ بَطْنِهِ ، فَقَالَ: هَذِهِ عِلَّةٌ أَكْتُمُهَا النَّاسَ كُلَّهُمْ.
يَا صَبَّاحُ َ: لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ وَلَدِي عَلَيَّ رَقِيبٌ ، فَمَسْرُورٌ رَقِيبُ الْمَأْمُونِ، وَجِبْرِيلُ بْنُ بَخْتَيْشُوعَ رَقِيبُ الأَمِينِ وَيقول الصَّبَّاحُ نَسِيتُ الثَّالِثَ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يُحْصِي أَنْفَاسِي وَيَعُدُّ أَيَّامِي وَيَسْتَطِيلُ دَهْرِي.
فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ فَالسَّاعَةَ أَدْعُو بِبِرْذَوْنَ ، فَيَجِيئُونَ بِهِ أعْجَفَ ( ضعيف ) ليزيد في علتي ( وهم لا يعلمون مرضه وكأنهم بذلك يسوقون المرض إليه ) . ثم دعا ببرذون ( البَراذِين مِن الخَيْل: مَا كَانَ مِن غير نِتَاج العِرَاب ) ، فجاؤوا بِهِ كَمَا وَصَفَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ رَكِبَهُ وَانْصَرَفَ.
ويموت الرشيد رحم الله في طوس ومن علته في السنة التي تليها
فسبحان الله رب العالمين
-----------------------------------------------------
-         تاريخ الطبري (8/ 338)
-         الكامل في التاريخ – ابن الأثير (5/ 383)
-         تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (13/ 6)
==============================
-         أعْجَفَ ( ضعيف )

-         البرذون (مِن الخَيْل: مَا كَانَ مِن غير نِتَاج العِرَاب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق