السبت، 14 ديسمبر 2019

من لم يحسن المنع ، لم يحسن العطاء


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من لم يحسن المنع ، لم يحسن العطاء
قال رجل من قريش لابنه: «أي بني؛ إنك إن أعطيت في غير موضع الإعطاء أوشك أن تستعطي الناس فلا تعطى» .
فمن لم يعمل بإزالة السيئة بالحسنة. وعفا في موضع العفو، وعاقب في موضع العقوبة، ومنع ساعة المنع، وأعطى ساعة الإعطاء، خالف الرّبّ في تدبيره، وظنّ أن رحمته فوق رحمة ربه.
فالناس لا يهابون ولا يصلحون إلّا على الثّواب والعقاب، والإطماع والإخافة. فلا خير فيمن كان خيره محضا، وشرّ منه من كان شرّه صرفا، فمن الحكمة خلط الوعد بالوعيد، والبشر بالعبوس، والإعطاء بالمنع، والحلم بالإيقاع.
فالإعطاء في موضع المنع خذلان؛ كما أن الكلام في موضع الصمت فضلٌ وهدر، وكذلك السكوت في موضع الكلام لكنةٌ وقصور
والقضية تربوية صرفة من حاد عنها تعب ، وأتعب وكانت حياته في غير اتجاه الصواب
حين تحالف من عليك مقاطعته
حين تأكل ما ضرك
حين تأمل من وساوس وتنسى واقعك
حين يكون قائدك هواك
وحين .. وحين
تحصد الخراب وتجني الدمار
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــ
البخلاء للجاحظ (ص: 263)
الحيوان (2/ 298)
أخلاق الوزيرين – أبي حيان التوحيدي(ص: 11)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق