الأحد، 1 ديسمبر 2019

ويتساقط المزيفون


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ويتساقط المزيفون
في المعرة عندنا يقولون : ليك ليك كيف ماشي ونافخ ريشو متل الطاووس . للدلالة على الزيف والتحلي بأيام منحه الدهر ظاهرا من القيمة الزائفة . ويعبر عنها أهلنا بقولهم : صار وتصور
ولكن تعال أقل لك شيئا وهو أن السر في جمال الطاووس ريشه وهو نفسه سر اصطياده وهلاكه . ورحم الله القائل :
وربما كان هلاك الشجر ... فى حسن الغصن وطيب الثمر
وذنب الطاووس فهو زينه ... كذاك أحيانا وفيه حينه – والحين هنا الموت
والقائل :
وقد يهلك الإنسان كثرة ماله ... كما يذبح الطاووس من أجل ريشه
عمر الفتى ذكره لا طول مدّته ... وموته خزيه لا فوته الدّاني
فأحي نفسك بالإحسان تزرعه ... يجمع له بك في الدنيا حياتان
قال الله تعالى ( .... حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴿٤٤﴾) والإبلاس المسح أي الزوال ومن اشتق اسم إبليس . كذلك تذكر معي أن أجمل ما في الطاووس ذيله وليس رأسه . بل إن الصوت الذي يخرج من رأسه هو من يتشأم منه وهو قريب من صوت البغل وبعيد عن هديل الحمام .حتى أن الحمام تأكل الحب ويلتقط الطاووس ما في الأرض من السموم .
وهكذا هم المزيفون سيعريهم الزمن في يوم لا تنفع فيه ندامة
يا رب فرج عن سوريا وأهل سويا
ـــــــــــــــــــــــــــ
الحيوان – للجاحظ (1/ 190)
الأوراق قسم أخبار الشعراء - الصولي(1/ 49)
التمثيل والمحاضرة – الثعالبي (ص: 128)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق