السبت، 28 ديسمبر 2019

مشغول بس فضيت تكرم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
مشغول بس فضيت تكرم
وشتان بين من ينشغل بك ، وبين من ينشغل عنك
في أيام البلاء تتجلى المروءة ، وينكشف الغطاء عن من ادعى النبل وتزيا بالنخوة والرجولة
وتصك مسامعك : مانك شايفني مشغول ، ليس أمامك إلا أن تنتظرني
وتقول في نفسك وربما بصوت مرتفع وهل سيمهلني القدر حتى تنتهي من شغلك ؟!. قال عبيد الله بن سليمان لأبي العيناء: اعذرني فإني مشغول، قال: إذا فرغت لم أحتج إليك، وما اصنع بك فارغاً، وأنشد: الطويل
ولا تعتذر بالشغل عنا فإنما ... تناط بك الآمال ما اتصل الشغل
هذا إن كان المسؤول لا يتصف باللؤم ، أما إن كان اللؤم من صفاته ، فالسائل هنا في بلاء فوق بلائه
لا تطلبنّ إلى لئيم حاجة ... واقعد فإنك قائما كالقاعد
وفي المقابل تجد من كانت حياته المروءة وإن كانوا قلة
 وفتىً خَلاَ من مالِهِ ... ومن المروءة غير خالِ
أعطاك قبلَ سُؤالِهِ ... وكفَاكَ مَكروهَ السُؤالِ
ولصاحب الحاجة أن لا يكلف من يسأله فوق طاقته ، فإن فعل خيب نفسه وخاب رجاءه
إنك إن كلفتنيِ ما لم أطِق ... ساءَكَ ما سرَّكَ مني من خُلق
ويا رب لا تجعل حوائجنا إلا إليك ، واكشف البلاء عنا يا كريم
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــ
البصائر والذخائر – أبي حيان التوحيدي (5/ 133)
عيون الأخبار - الدينوري(3/ 152)
البرهان في وجوه البيان (ص: 223)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق