السبت، 14 ديسمبر 2019

الأدام عدو الخبز


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الأدام عدو الخبز
رحم أياماً كنا نستيقظ فيها ورائحة الخبز كالعطر قد ملأت أرجاء البيت . لا أحد في الحي يفكر في شرائه فيكفي أن تنادي المرأة جارتها من كوة في الجدار ليأتيك ما تحتاجه . وتتقلب الأيام لكي لا يبقى في بيوت الحي تنور واحد . وتتسارع التطورات لتظهر الأفران الآلية . وقد قال سليمان بن داود لابنه: يا بنيّ، إنّ من ضيق العيش شراء الخبز من السوق،
كسرة خبز واحدة لا ترمي فمن ربانا كان على دراية بما ورد عن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَنْ أَبِي سَكِينَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ، فَمَنْ أَكْرَمَ الْخُبْزَ أَكْرَمَهُ اللهُ» وَعَنْ عَائِشَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَكْرِمُوا الْخُبْزَ وَإِنَّ كَرَامَةَ الْخُبْزِ أَنْ لَا يُنْتَظَرَ بِهِ» أي لا ينتظر به الأدم غير جيد.
علمونا أن الخبز سبيل للشبع فعدنا لا نستمتع بما يؤكل دون الخبز وتعلمنا في الجامعة أنه وفي الدول النامية يُعَرف الخبز بأنه الاحساس بالشبع بسبب انخفاض مستوى الدخل 0وقد قيل أن الناس أشدّ شيء تعظيما للمأكول إذا غلا ثمنه ، واليوم فقد ارتفعت أسعار كل شيء إلا الإنسان وهو أرفع المخلوقات قدرا وأرخصها اليوم سعراً
قيل أن الآدام عدو الخبز، ولهذا كان يقال لنا : كول خبز حتى تشبع ، إن أكثرت من الإدام نهروك ، واللي بياكل جبنة كتير ما بيطلعلو  شوارب . وكثر من يستعين على الطعام بالملح وهنا يضطر المرء للماء لتمتلئ المعدة . وقد كان من المعروف أن أرخص شيء الخبز والماء ولولا رخص الماء لما زهد الناس في الخبز . وللتحفيز على ذلك كانوا يقولون : لو شرب الناس الماء على طعامهم لما اتّخموا. وذلك أن الرجل لا يعرف مقدار ما أكل حتى ينال من الماء شيئا، لأنه ربما كان شبعان وهو لا يدري.
واليوم ينافس الخبز أنواع الأطعمة في ارتفاع السعر فماذا نقول لأولادنا لندفعهم للإحساس بالشبع أم أن التخمة أصبحت عنوانا لما وجد من طعام  . الرغيف اليوم ينطبق عليه قول القائل :
نوالك دونه خرط القياد ... وخبزك كالثريا في البعاد
ترى الإصلاح صوفك لا لنسك ... وكسر الخبز من عمل الفساد
أرى عمر الرغيف يطول جداً ... لديك كأنه من قوم عاد
الغلاء من صور البلاء
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــ
المحاسن والأضداد (ص: 101)
عيون الأخبار  - ابن قتيبة الدينورري(3/ 278)
المعجم الكبير للطبراني (22/ 335)
المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 136)
فيض القدير – المناوي (2/ 91)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق