السبت، 28 ديسمبر 2019

الكلب وظل رغيف


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الكلب وظل رغيف
وكم شُغُلنا عن الحقيقة بوهم ، فلا ظفرنا بما توهمنا ، ولا للحقيقة كان طريقنا
كلب كان من الجوع بمكان ، رأى رغيفا متدل على غص شجر وقريب من ضفة النهر ، فاتجه يسبح للضفة الأخرى ،ونباحه علا نباح أقرانه فاتجه يسبح للوصول إليه وقبيل الوصول لفت نظره ظل ذلك الرغيف في الماء فترك الرغيف جهلا منه وطعماً ، وظن أنه رغيف ثاني فاتجه إليه في وقت زاد تدفق السيل وكبرت أمواج الماء فاضطر للعودة من حيث أتى طالباً النجاة من الغرق . فلا حصّل على الرغيف ولا حتى على ظله .
وهو حال الكثيرين ممن تشغلهم توافه الأمور عما كان سعيهم إليه .
كمُهْرِيقِ ماءٍ بِالفلاةِ وغرَّهُ ... سرابٌ أثارتْهُ رِياحُ السَّمائِمِ
والمرء العاقل وبالذات المسلم لا يشغله عن الحق حال
قدم عبد الملك رجلاً ليضرب عنقه، فدخل ولد لعبد الملك، يبكي من تأديب المعلم له، فجعل عبد الملك يسكنه، فقال الرجل: دعه يبكي، فإنه أنفع لعينيه، وأفتح لذهنه، فقال عبد الملك: إنك لفي شغل عن ذلك، فقال الرجل: إن المسلم لا يشغله عن الحق شيء، فأمر بإطلاقه.
ـــــــــــ
سفط الملح وزوح الترح – ابن الدجاجي (ص: 70)
شرح نقائض جرير والفرزدق – ابن حبيب(2/ 548)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق