السبت، 14 ديسمبر 2019

ليس بلد بأحق بك من بلدك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ليس بلد بأحق بك من بلدك
هي مقولة نسبت لسيدنا علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . والمعنى هنا لا يقف عند حد من حيث حرمة وطنك عليك . وكان حكماء الهند يقولون : حرمة بلدك عليك مثل حرمة أبويك؛ لأن غذاءك منهما، وغذاءهما منه.
نعم فقد عمّر الله البلدان بحبّ الأوطان. ولم يأمر الله بخرابها والعبث بها وقال ابن الزّبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ليس النّاس بشيء من أقسامهم أقنع منهم بأوطانهم!
واليوم نحن ومن ذيول البلاء أن هجر شباب الوطن وطنهم وأصبح حالهم كحال الأعرابي حين سئل : إنكم لتكثرون الرحل والتحول وتهجرون الأوطان، فقال: إن الوطن ليس بأب والد ولا أم مرضع، فأي بلد طاب فيه عيشك، وحسنت فيه حالك، وكثر فيه دينارك ودرهمك، فاحطط به رحلك، فهو وطنك وأبوك وأمك ورحلك.
إلا أن الوطن ليس للبيع والشراء ورحم الله ابن الرومي:
ولي وطن آليت أن لا أبيعه ... وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد إن غاب غودرت هالكا
وحبّب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضّاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
وأنا أتوجه لكل من غادر وطنه وعلى لسان خالد بن عبد الله المهاجر الزهري:
لو كنت أملك رجعكم لرجعتكم ... قد كنتم زيني بها وجماليه
وبغض النظر عن سبب هجر الوطن فقد قيل : عسرك في بلدك خير من يسرك في غربتك.
يا رب رد غُيّابنا لوطنهم وفرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــ
ربيع الأبرار ونصوص الأخيار  - الزمخشري (1/ 305)
الرسائل للجاحظ (2/ 385)
المحاسن والأضداد (ص: 118)
البصائر والذخائر – أبي حيان التوحيدي (4/ 246)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق