السبت، 14 ديسمبر 2019

قد لا ينفعك ماضيك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قد لا ينفعك ماضيك
وعنترة العبسي مضى دون خلف
ومن الحارث بن عقبة بن قابوس رضي الله عنه نتعلم
ولا أقصد في قولي البطولات التي ننسبها لأنفسنا ونعتز بها حتى وإن كانت في نصرة الحق ، في حين نحن اليوم على باطل مذموم .
لن ينفعنا حسبنا فأبو طالب عم رسول الله صلى ومن سانده حتى نهاية عمره ورحم الله القائل
وكلّ الذى يأتي فأنت نسيبه ... ولست لشيء قد مضى بنسيب
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، قَالَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»
ترى هل ينفع من قضى جل عمره مؤذنا ثم امتهن الغناء
والقضية أن أقدم لك نفسي وتقد لي نفسك بما نحن عليه اليوم ، نفعل الخير ونقف في صف أهله ، أم أننا من أهل الشر
هل أنا وأنت ممن يحب وطنه أم يسعى لخرابه
لا يكفيني أنا وأنت ذرف الدموع نتباكى على ماض لن يعود
سأُنزف دمعي حَسرةً وتندُّماً، ... على ما مضى صَبوتي وعَنائي
تعالى معي نري الله ثم الناس موقفا يرضي الله
دعني أسأل نفسي وأسألك عن واقع نحن فيه ، وواقع نمضي إليه
الحارث بن عقبة بن قابوس، نفعه حاضره ولم ينفعه ماضيه ، فقد كان مشركا ومن قدم مع عمه وهب بن قابوس من جبل مزينة بغنم لهما المدينة، فوجداها خلوا، فسألا أين الناس؟ فقيل: بأحد يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم خرجا، فأتيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقاتلا المشركين قتالا شديدًا حتى قتلا، رضي الله عنهما .
ــــــــــــ
الشعر والشعراء – ابن قتيبة الدينوري(2/ 684)
الزهرة - الأصبهاني(ص: 76)
العقد الفريد (3/ 120)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - النمري(1/ 297)
صحيح البخاري (4/ 6)
صحيح مسلم (1/ 192)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق