السبت، 14 ديسمبر 2019

الفظاظة وفي المعرة عندنا يقولون : تم عليه لطالعوا عن طورو


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الفظاظة
وفي المعرة عندنا يقولون : تم عليه لطالعوا عن طورو
والفظاظة افراط في الخشونة حتى ينطلق اللسان بالشتم، واليد بالبطش في غير موضعهما.
ترى ما هي الضمانة أن يخرج من كنت عليه في غلظة عن طوره دون أن تستنبئ ردة فعله . وقد قيل كثرة الجور تعلم الندل الرجالة ، فكيف إن كان من كنت عليه في غلطة غير ذلك .
قَالَ قوم من قُرَيْش: مَا نظن أَن مُعَاوِيَة أغضبهُ شَيْء قطّ. فَقَالَ بَعضهم: إِن ذكرت أمه غضب. فَقَالَ مالك بن أَسمَاء المنى الْقرشِي - وَهِي أمه - وَإِنَّمَا قيل لَهَا أَسمَاء المنى لجمالها: وَالله لأغضبنه إِن جعلتم لي جعلا. فَجعلُوا لَهُ جعلا وَأَتَاهُ وَقد حضر الْمَوْسِم ( موسم الحج ) فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أشبه عَيْنَيْك بعيني أمك. قَالَ: تِلْكَ عينان طالما أعجبتا أبي سُفْيَان. يَا بن أخي؛ خُذ جعلك وَلَا تتخذنا متجراً. ثمَّ دَعَا مُعَاوِيَة مَوْلَاهُ سَعْدا فَقَالَ لَهُ: أعدد لأسماء المنى دِيَة ابْنهَا فَإِنِّي قد قتلته وَهُوَ لَا يدْرِي. وَرجع الْغُلَام فَأخذ جعله. فَقَالَ لَهُ رجل مِنْهُم: إِن أتيت عَمْرو بن الزبير فشبهته بِأُمِّهِ فلك ضعفا جعلك. فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: يَا بن الزبير؛ مَا أشبه وَجهك بِوَجْه أمك. فَأمر بِهِ فَضرب حَتَّى مَاتَ. فَبعث مُعَاوِيَة إِلَى أمه بديته وَقَالَ:
أَلا قل لأسماء المنى أم مَالك ... فَإِنِّي لعمر الله أقتل مَالِكًا
وكم ، وكم كانت الفظاظة سببا في البلاء
ــــــــــ
كليلة ودمنة (ص: 111)
التذكرة الحمدونية (1/ 300)
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (4/ 85)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق