السبت، 14 ديسمبر 2019

وماذا أفعل وقد هداه الله للإسلام


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وماذا أفعل وقد هداه الله للإسلام
مقولة تكررت على لسان سيدنا أبي بكر وعمر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا  فالإسلام حاجز بينك وبين الانتقام من مسلم ، غاسل مطهر للأحقاد والضغائن .
قد يقع الخصام بين الأخوة ، ولكن هل من المصلحة تأجيج ما وقع من خلاف ليصل إلى درجة تستجر غضب الله تعالى
قيل لأبى بكر رضي الله عنه هذا طليحة الأسدي وكان قد ارتد وتنبأ ، فقال: ما أصنع به؟ خلّوا عنه، فقد هداه الله للإسلام. فمضى نحو مكة، فقضى عمرته، ثم أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه للبيعة حين استخلف: فقال له عمر: أنت قاتل عكّاشة وثابت! والله لا أحبّك أبدا؛ فقال: يا أمير المؤمنين ما تنقم من رجلين أكرمهما الله بيدىّ، ولم يهنّى بأيديهما! فبايعه عمر ورجع إلى دار قومه فأقام حتى خرج إلى العراق.
أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ. واسمه إياس بن ضبيح بن المحرش . وكان من أهل اليمامة وكان من أصحاب مسيلمة وهو من قتل زيد بن الخطاب بن نفيل رضي الله عنه يوم اليمامة ثم تاب وأسلم وحسن إسلامه وولي قضاء البصرة بعد عمران بن الحصين في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر يحبه حبا شديدا . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: «مَا أَشَدَّ مَا لَقِيتَ عَلَى أَخِيكَ مِنَ الْحُزْنِ» ، فَقَالَ: كَانَتْ عَيْنِي هَذِهِ قَدْ ذَهَبَتْ وَأَشَارَ إِلَيْهَا فَبَكَيْتُ بِالصَّحِيحَةِ فَأَكْثَرْتُ الْبُكَاءَ حَتَّى أَسْعَدَتْهَا الْعَيْنُ الذَّاهِبَةُ وَجَرَتْ بِالدَّمْعِ، فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا لَحُزْنٌ شَدِيدٌ، مَا يَحْزَنُ هَكَذَا أَحَدٌ عَلَى هَالِكِهِ» ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي لَأَحْسِبُ أَنِّي لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَقُولَ الشِّعْرَ لَبَكَيْتُهُ كَمَا بَكَيْتَ أَخَاكَ» ، فَقَالَ مُتَمِّمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ قُتِلَ أَخِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَمَا قُتِلَ أَخُوكَ مَا بَكَيْتُهُ أَبَدًا، فَأَبْصَرَ عُمَرُ وَتَعَزَّى عَنْ أَخِيهِ، وَكَانَ قَدْ حَزَنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: «إِنَّ الصَّبَا لَتَهُبُّ فَتَأْتِينِي بِرِيحِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ» و قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَخِيهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُحُدٍ: «أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا لَبِسْتَ دِرْعِي» ، فَلَبِسَهَا ثُمَّ نَزَعَهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَا لَكَ؟» ، قَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ بِنَفْسِي مَا تُرِيدُ بِنَفْسِكَ» وزيد بن الخطاب هو الذي قتل الرجال بن عنفوة. وهي سبب رئيس في فتنة مسيلمة
مرّ أبو مريم الحنفي  بعمر رضي الله عنه .فقالوا هذا قاتل زيد فقال : رضي الله عنه وماذا أفعل وقد هداه الله للإسلام
وكثر من شأنه تأجيج الخلاف ليصل إلى حد القتل المنبوذ في كل شرائع الأرض ليرضي شهوة القتل عنده .
ويا رب أخرجنا من هذا البلاء
ـــــــــــــ
الطبقات الكبرى  ابن سعد(7/ 63)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب – النمري (2/ 551)
سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 419)
أسد الغابة  ابن الأثير(2/ 356)
نهاية الأرب في فنون الأدب – النويري (19/ 75)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق