السبت، 28 ديسمبر 2019

حُسْن الظنّ بِاللَّه


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حُسْن الظنّ بِاللَّه
قال الله تعالى : .. وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٦﴾ سورة الزمر
أشكال البلاء في حياة المرء تتلون ولعلها من سنن الكون ، بعضها امتحان والآخر منها دفعة من العذاب ، وللناس في البلاء لهم أحوال فمنهم يركب سُلم اليأس ليعزز ذلك إبليس بحبائله ، وآخرون امتلكوا ناصية الثقة بالله ، وأن الله من بيده كشف الضر عن عباده 0
وَزِير لملك نَفَاهُ الْملك لموجدة وجدهَا عَلَيْهِ فَاغْتَمَّ لذَلِك غمًا شَدِيدا فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَة فِي بَيت لَهُ إِذْ أنْشدهُ رَجُل كَانَ مَعَه:
أَحْسِنِ الظَّنَّ بربٍّ عَوَّدّكْ ... حَسَنًا بالْأَمْس وسَوّى أَوَدَكْ
إِنَّ ربّا كَانَ يَكْفِيك الَّذِي ... كَانَ بالْأَمْس سيكفيك غَدَك
قيل أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله جمعه السجن برجل أُودع السجن لعلة شرب الخمر ، ويلاحظ الرجل علامة التعب على وجه الإمام لشدة ما نال من الضرب ، فخشي عليه أن يستكين ويتراجع عن الموقف الذي سجن بسببه . فقال له يا إمام لقد أودعتُ السجن بسبب الخمر وأنا صابر على فعل يغضب الله . أفلا تصبر أنت على ما يرضي الله . فنسي الإمام أحمد رحمه الله ألم العذاب بمقولة الرجل .
واليأس قاتل لكل مقومات القوة عند المرء . وقد قيل من جعل نفسه من حسن الظن بإخوانه نصيبا أراح قلبه. يعني إنَّ الرجل إذا رأى من أخيه إعراضا أو تغيرا فحمله منه على وجه جميل، وطلب له المخارج والعذر خفف ذلك عن قلبه، وقل منه غيظه واغتمامه.
وفي المثل العربي : اكذب نَفسك إِذا حدثتها . ويُقَال ذَلِك للرجل يهتم للأمر الجسيم فتخوفه نَفسه الخيبة فِيهِ والسقوط دون غَايَته فَيُقَال أكذبها عِنْد ذَلِك وحدثها بالظفر لتعينك على مَا تبغيه مِنْهُ فَإِن الهائب لَا يلقى جسيماً وَأكْثر الْخَوْف باطله .
ونحن نحدث أنفسنا بكشف البلاء عنا ونستبعد بقاء ظله بحسن الظن بالله
تخوفني صروف الدَّهْر سلمى ... وَكم من خَائِف مَا لَا يكون
وقيل أيضا :
وكل هول على مِقْدَار هيبته ... وكل صَعب إِذا هونته هانا
ـــــــــــــ
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي - النهرواني (ص: 32)
الأمثال لابن سلام (ص: 184)
جمهرة الأمثال – ابن مهران (1/ 51)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق