الخميس، 31 أغسطس 2017

عمر بن عبد العزيز والحكم الأموي

عمر بن عبد العزيز والحكم الأموي
الدارس للتاريخ لا بد أن يعلم أن الإسلام كان حجر الزاوية في حكم بني أمية ولم يشتهر منهم شخص بأنه تزندق أو كفر ، بل كانوا يلاحقون الزندق والكفر والبدعة
نعم إن منهم من كان يقع في الموبقات ، لكن لا عن كفر بآيات الله بل عن استهتار ، والخلفاء الثلاثة الذين اتهموا بشرب لخمر وهم يزيد الأول والثاني والوليد بن يزيد لم يكن شربهم للخمر ، هذا إن صح عنهم كفراً بالإسلام وبآياته بل استهتاراً وإقبالا على الملذات
كان الأمويون معتزين بإسلامهم كل الاعتزاز ، يريدون أن يرفعوا رايته في كل مكان ولتكن تلك سياسة ولتكن تدينا ، ولتكن مصلحة 0 أياً كان فبنوا أمية يعتزون بإسلامهم
وهم بذلك مسلمون يقصدون نشر الإسلام إلى أبعد الأصقاع ويقوم بالجهاد خير قيام ، ويرسلون البعوث إلى كل مكان ، بل كان يشارك فتيان بني أمية في مقدمة جيش الفتح ، ولا ريب أن ذلك بطولة وتدين ومصلحة فالجهاد يمنع الناس من التفكير في الخلافات وبالشقاق وهو عمل ديني يثاب فاعله دنيا وآخرة ويثير البطولة والهممولئن كان يجلب بعض الغنائم ، فليست المغانم هي الأصل فيه ، فجهة الروم مثلا ما كانت تدر الربح الكثير ، بل كان بيت المال يئن منها ، لأنحملاتها ما كانت تنتهي إلى تقدم بل كان معظمها يبوء بالفشل ، لا سيما الحملا للققسطنطينية
وهي الهدف الهدف الأخير فيها .
وتلك النظرة تصدق على كل العصر الأموي إجمالا لا تفصيلا وتصدق على كل عصور الدولة الأموية إلا عصراً خاصاً منها وهو العصر الذي تولى فيه عمر بن عبد العزيز قيادة الدولة الأموية ، فذلك عصر يخالف اتجاه سير الحكم في عهد الأمويين ، فهو عصر يريد أن يصلح ذلك الاتجاه إصلاحاً جذرياً بحيث يصبح اتجاهاً راشدياً لا أموياً والفرق بين الاتجاهين كبير كما نعرف
========
الدولة الأموية – الدكتور يوسف العش




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق