الخميس، 31 أغسطس 2017

ومن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نتعلمومن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نتعلم
أن من حق المرءعلى نفسه أن تكون له وقفة حين يظن أنه مبتلى ، والابتلاء يكون إما في الخير وإما بالشر
حَجَّ مُعَاوِيَةُ، فَاطَّلَعَ فِي بِئْرِ عَادِيَّةَ بِالأَبْوَاءِ، فَضَرَبَتْهُ اللَّقْوَةُ ، فَدَخَلَ دَارَهُ بِمَكَّةَ، وَأَرْخَى حِجَابَهُ، وَاعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ عَلَى شِقِّهِ الَّذِي لَمْ يُصَبْ.
ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ ابْنَ آدَمَ بِعَرَضِ بَلاَءٍ؛ إِمَّا مُبْتَلَىً لِيُؤْجَرَ؛ أَوْ مُعَاقَبٌ بِذَنْبٍ، وَإِمَّا مُسْتَعْتِبٌ لِيُعْتَبَ، وَمَا أَعْتَذِرُ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْ ثَلاَثٍ، فَإِنِ ابْتُلِيْتُ، فَقَدِ ابْتُلِيَ الصَّالِحُوْنَ قَبْلِي، وَإِنْ عُوْقِبْتُ، فَقَدْ عُوْقِبَ الخَاطِئُوْنَ قَبْلِي، وَمَا آمَنُ أَنْ أَكُوْنَ مِنْهُم، وَإِنْ مَرِضَ عُضْوٌ مِنِّي، فَمَا أُحْصِي صَحِيْحِي، وَلَوْ كَانَ الأَمْرُ إِلَى نَفْسِي، مَا كَانَ لِي عَلَى رَبِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَانِي، فَأَنَا ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ دَعَا لِي بِالعَافِيَةِ، فَوَاللهِ لَئِنْ عَتِبَ عَلَيَّ بَعْضُ خَاصَّتِكُم، لَقَدْ كُنْتُ حَدِباً عَلَى عَامَّتِكُم.
فعج الناس يدعون له فبكى معاوية فلما خرجوا من عنده قال له مروان بن الحكم يا أمير المؤمنين لم بكيت قال يا مروان كبر سني ورق عظمي وابتليت في أحسن ما يبدو مني وخشيت أن تكون عقوبة من ربي
وقيل لأفلاطون: مَا بالكم إِذا أصبْتُم الشَّيْء الَّذِي يسركم تسرون بِهِ، وَإِذا أَصَابَكُم الشَّيْء الَّذِي يغم لم يغمكم؟
قَالَ: لِأَن الشَّيْئَيْنِ جَمِيعًا إِمَّا أَن يتركانا أَو نتركهما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (7/ 19)
مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 182)
سير أعلام النبلاء – الذهبي (3/ 156)
========
الأبواء: قرية قرب المدينة، بها قبر آمنة بنت وهب أم النبي، صلى الله عليه وسلم
 اللقوة: داء يعرض للوجه فيميل إلى أحد جانبيه، كما في اللسان 20/ 119.

حدبا : متعطفاً وراحما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق