صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تحولنا للصيانة ، وتركنا الإبداع
مشي حالك اليوم ولبكرة بيفرجا ربك
مما يرويه أهلنا إبّان الحكم الفرنسي لسوريا أن أحد كبار
الضباط الفرنسيين كان يقوم بجولة في المنطقة – مدينة الجسر - فمر على فرن لصناعة
البلور ( الزجاج ) يدويا ً، أعجب الضابط بما يفعله الصانع ، وأمر مرافقه أن يعطيه
ليرتان ذهبيتان ، استغرب العامل من فعل ذلك الضابط ومع ذلك قبلهم
مرت سنتين أو أكثر على تلك الجولة ، وكان من القدر أن
يتكرر المشهد مرة أخرى ، ويقف الضابط الفرنسي نفس الموقف ولكن باشمئزاز ، ويأمر مرافقه
بأن يستعيد الليرتان ، خرجناهم قال الصانع ، ولكن المرافق أجابه أن لا مجال فيجب
إعادتهما ، فلقد أخبرني بأنه قد أعطاك لتحسين عملك فوجدك ، وكما يقال ربي كما
خلقتني
ومن مظاهر البلاء الذي نحن فيه أن تحول الصناع أو من بقي
منهم ، من الصناعة إلى الصيانة ، وينسحب ذلك تجاه كل المهن : خياط ، حداد ، بنّاء
…. شأن الواحد أن يعيد ما استطاع الواقع ، هذا إن قَدِر ، وكما كان
ومن أشد ما يؤلم أن تجد من انخرط في سلك التربية والتعليم
وأقصد صناع الأجيال ، وهو نفسه في أمس الحاجة للتعلم ، وأكثر ممن يدعي تعليمه ،
ليعطينا جيلا لا يحسب على الأمية من جانب ولا على المتعلمين من جانب آخر
وفي التعليم عبارة مشي حالك اليوم ولبكرة بيفرجا ربك قاتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق