الخميس، 31 أغسطس 2017

ونترك للزمن ، والأيام أن تعلمنا

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ونترك للزمن ، والأيام أن تعلمنا
عندما نختار عملا نسعى لتعلمه واتقانه لتحقيق كل مكسب ذو علاقة به
كذلك لا ننسى الشروط المنظمة له ، كعلاقتنا مع البلدية من جانب مثلا ، والجوار من جانب آخر
وحتى وإن كنا في واقع يخالف شروط العمل نسعى لطمسها بشتى الوسائل
إلا الأحكام الشرعية الناظمة للعمل ، فهذه وفي الغالب لا نفكر بها 
وعند وقوع إشكال ما ، نأتي لنحتكم للشرع فنجد أننا بعيدون كل البعد فيما نقوم به عن شرع ربنا
عندها يقودنا الهوى إلى قاعدة ما تعارف عليه الناس ،وكأن الشرع أو الشريعة لا علاقة لها بواقعنا ، عياذا بالله تعالى
كان والدي رحمه الله تعالى ومن جملة ما يبيعه في الخمسينات من القرن الماضي جانبا من الجاجات المصنوعة من الزجاج ومنها المرطبان أو بلهجة أهل المعرة المطربان
وكانت العلبة الكرتونية منه تحوي اثنتي عشرة قطعة وشرط البيع كان – أن يقوم المشتري بهز العلبة فإن وجد صوت فتحت للتأكد من سلامة ما فيها وإلا أخذها – ذات مرة راجعنا أحد الناس وجاء مخاطبا والدي : يا أبو هشام والله لو أن مطرباناً واحدا فيها سليما ما راجعتك ولكن الكل فيه شاعر وهذا لا يظهر عند هزّها ، الحق أن والدي علت وجهه الحيرة للحظات فإن أعادها فكل سيارة الزجاج لا تربح قيمة علبة واحدة وإن امتنع عن اعادتها فهي مشكلة 
في البداية كانت الفكرة أن يتحمل مع الشاري نصف ثمنها ، ولكنه قال للرجل تعال فالشيخ أحمد الحصري رحمه الله ورحم والدي ، فهو قريب منا نسأله ونحتكم للشرع
وكأني أسمع الشيخ أحمد يقول : يا أبو هشام ومن جئت بقانون العاطل يباع هل وجدت شخصا يرمي نقوده في الشارع هكذا ؟!
بيع : على الكب – الرمي في حاوية القمامة - في شرعنا غير موجود 
أمعقول أن أشتري منك شيئا ، وأدفع ثمنه ، ومن ثم أحمله لأرميه حيث ترمى القمامة
أعد للرجل قيمة ما بعت أو استبدله
كانت حسرة والدي رحمه الله كبيرة ، كان يقول : ليتني سألت من زمن ، سنين أنا أبيع بطريقة غير شرعية
ومنذ ذلك اليوم توقف والدي بيع الزجاج الذي كان يأتي به من دمشق حيث معمل واحد في سورية كلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق