الجمعة، 24 يناير 2020

الطفس


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الطفس
وجاء في المثل العربي أطفس من عفر: ويضرب لمن لا يتعاهد الغسل، ولا يتنظف ، والطفس: الخبث والقذارة
وفي المعرة عندنا يقولون : حاج تتطفس علينا . والقصد هنا تنبيه لمن يتوجه له القول ، أن ما عندنا من هموم كاف لنا وتأتي أنت لتزيد الأمر سوءا . وكأنه كما قال :حيّان بن عبيد الربعي
يرمي عن الصّفو ويرضى بالكدر ... لا زددت منه قذرا على قذر
يضحك عن ثغر ذميم المكتشر ... ولثة كأنّها سير حور
ونحن اليوم نعاني من كثرة المتطفسين وقذارتهم شأنهم تكريس الهم وجلب الغم حتى إن تحدثوا جاؤوا بألفاظ قذرة للتعبير على أمر ذا فائدة قال رجل لمحمد بن الجهم : كم آخذ من الدواء الذى جئت به؟ قال: مقدار بعرة. وحتى أنه من تطفسه لم يشر للسائل عن حجم البعرة أكبيرة أم صفيرة . نعم هم كمن سأل عن رجل فقيل له : هو غث في دينه، قذر في دنياه، رثّ في مروءته ، له سماجة في هيئته.
مثال هؤلاء رجل كان ينظم الزجل كثير الوسخ قذر الجلد والثوب، لا تكاد تفارقه قفة فيها كراريس، يعرف بالمفشراتي، ويلقب أديب القفة، وكان يصنع مقامات مضحكة فيها غرائب وعجائب، يزعم أنه يضاهي بها مقامات الحريري، وكان يقول: أنا موازنه في كل شيء حتى في اسمه ولقبه، هو أبو القاسم محمد، وأنا القاسم أبو محمد وهو ابن علي وانا ابن علي وهو الحريري وانا الجريري وهو البصري، ويجعل هذا من أوضح البراهين وأقوى الأدلة على مساواته في كل قصيدة. ومما أنشدنيه لنفسه ومن عجيب سأنه قوله:
يا سابحاً في بركك ... وصائداً في شبكك
لا تحقرن ككتي ... فككتي كككتك 
وهؤلاء سر من أسرار البلاء الذي حل بنا ، وإن سألت عنهم فهم من يؤملك الفرج بعون آت من أعدائك .
ويا رب فرج عن سوريا وأهلها
ـــــــــــــــ
الحيوان – للجاحظ(6/ 371)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء - الأصفهاني (1/ 387)
بدائع البدائه – الخزرجي (ص: 23)
حسن التنبه لما ورد في التشبه – الغزي (11/ 54)
ـــــــــــــــ
-- الككة من مركب أهل الصعيد لا يد في صناعتها مسمار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق