الجمعة، 24 يناير 2020

حين تترك ما تشتهي لوجه الله ومن مؤذن سليمان بن عبد الملك رحمهما الله نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حين تترك ما تشتهي لوجه الله
ومن مؤذن سليمان بن عبد الملك رحمهما الله نتعلم
شهواتنا قد تكون لا حصر لها ،  تتسع دائما . غلغامش ملك في أساطير العراق القديمة ، قضى عمره يبحث عن ماء الحياة فهو ممن يشتهي الخلود في الدنيا ، وهناك من اشتهى فادعى الربوبية كفرعون . وهناك من اقتصرت شهوته لمنصب يناله سلك في سبيل ذلك سبل إبليس .  لا يبالي في سبيل ذلك ما صنع ، وما وراء إبليس سوى الدمار والخراب للمال والولد والأهل والوطن .
ومن الناس من توجهت شهوته لامرأة ينالها
وهناك من ترك شهوته لله مخلصا راضيا بما قسم له
كان لسليمان بن عبد الملك مؤذن يؤذنه في قصره بأوقات الصلاة، فجاءته جارية له مولدة فقالت: يا أمير المؤمنين إن فلاناً المؤذن إذا مررت به لم يقلع بصره عني، وكان سليمان أشد الناس غيرة، فهم أن يأمر بالمؤذن. ثم قال تزيني وتطيبي وامضي إليه فقولي له إنه لم يخف عني نظرك إلي، وبقلبي منك أكثر مما بقلبك مني، فإن تكن لك حاجة فقد أمكنك مني ما تريد، وهذا أمير المؤمنين غافل، فإن لم تبادر وإلا لم أرجع إليك أبداً. فمضت إلى المؤذن وقالت له ما قال لها، فرفع طرفه إلى السماء وقال: يا جليل أين سترك الجميل، ثم قال: اذهبي ولا ترجعي، فعسى أن يكون الملتقى بين يدي من لا يخيب الظن. فرجعت إلى سليمان وأخبرته الخبر فأرسل إليه. فلما دخل على سليمان قال له الحاجب: إن أمير المؤمنين رأى أن يهب لك فلانة ويحمل إليك معها خمسين ألف درهم تنفقها عليها، قال: هيهات يا أمير المؤمنين إني والله ذبحت طمعي منها من أول لحظة رأيتها، وجعلتها ذخيرة لي عند الله، وأنا أستحي أن أسترجع شيئاً ادخرته عنده. فجهد به سليمان أن يأخذ المال والجارية فلم يفعل، فكان يعجب منه، ولا يزال يحدث أصحابه بحديثه.
ترى أليس لنا من وقفة مع أنفسنا نستبعد فيها ما يغضب ربنا عساه يفرج عنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــ
المستجاد من فعلات الأجواد - القاضي التنوخي البصري  (ص: 65)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق