الجمعة، 24 يناير 2020

كيف بنا لو رآنا السلف


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كيف بنا لو رآنا السلف
نلهث وراء التراب لا نميز بين التبر والتراب ، نرمي بالتبر ونفاخر بما جمعناه من تراب . وقد قيل : إذا لقيت جوهراً لا خير فيه فلا تلقيه من يدك حتى تريه من يعرفه.
جند حياته من سبقنا من سلف في السعي وراء الدُّرِ والدرر في المادة والفكر ونجد جل حياتنا لعوارض زائلة تزول ونزول معها حتى تنسى وننسى
وقد نقل عن عائشة، رضي الله عنها، أنها قالت: رحم الله لبيداً ما أشعره في قوله:
ذهبَ الذينَ يُعاشُ في أكنافِهِمْ ... وبقيتُ في خَلَفٍ كجلدِ الأجرَبِ
لا يَنفَعون، ولا يُرَجّى خيرُهم ... ويُعابُ قائلُهُمْ، وإنْ لم يَشْغَبِ
ثم قالت: كيف لو رأى لبيد خلفنا هذا!
ونقل الشعبي قوله : كيف لو رأت أم المؤمنين خلفنا هذا! وكان لبيد جواداً شريفاً في الجاهلية والإسلام، وكان قد آلى في الجاهلية أن يطعم ما هبت الصبا، ثم أدام ذلك في إسلامه.
يؤذيك جارك والغريب أنه يظن أنه قد أسدى لك معروفا بسوء فعله وأفضل ما لديه إن نبهته لما يفعل : صار وأشو بنا نساوي بقى تحملنا وتتوالى الإساءات وليس أمامك إلا الصبر أو أن تغادر
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي، فَقَالَ: (انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ) فانطلقَ فأخرجَ مَتَاعَهُ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالُوا مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: لِي جَارٌ يُؤْذِينِي فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
(انْطَلِقْ فأخرِج مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ) فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ العَنْه اللَّهُمَّ اخْزِه فَبَلَغَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: ارجع الى منزلك فوالله لا أؤذيك.
ترى لو أن أحدنا فعلها اليوم هل سنجد من سيلعنه أو بالأحرى سيتنبه لفعله فيؤب عنه
ونسأل الله الفرج وحياتنا تتلبسها الأخطاء . حتى عم الخطأ الأهل والوطن فدمرناه
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــ
الأدب المفرد – الإمام البخاري (ص: 66)
كليلة ودمنة – ابن المقفع (ص: 282)
جمهرة أشعار العرب - أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي (المتوفى: 170هـ) (ص: 82)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق