الجمعة، 31 يناير 2020

ثقافة السماع


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ثقافة السماع
سؤال طرحته على نفسي . ترى هل تحول النهار إلى ليل أيضا حتى فقد الكثيرون التمييز ؟! ففي الليل ينام الناس عن حوائجهم فالظلمة تفقدهم التمييز . هل أنهك البعض التعب ؟ فمالوا للرقاد جلبا للأحلام علها تجلب لهم ما فقدوا خلال النهار . لقد أفقدنا الخطباء والمتحدثون لذة سماع الخبر ، وأفقدونا لذة التحقق منه حتى وإن كان قرآنا كريما أو سنة مطهرة . فغدت آذننا تسمع قرآنا دون أن يقول المتحدث قال الله تعالى : بقلك هكذا : في القرآن ويتلو نصا لا استعاذة بالله ولا ذكر لموقع النص أي تسمية للسورة . وكذلك إن ذكر حديثا شريفاً فتراه معرضا عن ذكر راو أو مخرجا للحديث . ويبتعد كل البعد عن إعطائه درجة الصحة خشية أن يضعف الحديث موقفه إن قال وهذا الحديث النبوي ضعيف . هكذا ما يحصل بالنسبة للثوابت عندنا فكيف بك إن تحولت إلى سواها . وإن سألت وتبينت قيل لك : هي يالله هي غلطة أشو صار
يعني سماع وسكوت . روي أن يزيد بن المهلب ولى أعرابياً على بعض كور خراسان فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر وقال: الحمد لله، ثم ارتج عليه، فقال: أيها الناس إياكم والدنيا فإنكم لم تجدوها إلا كما قال الله تعالى:
وما الدنيا بباقيةٍ لحي ... وما حي على الدنيا بباقي
فقال كاتبه: أصلح الله الأمير هذا شعر، فقال له : هل الدنيا باقية على أحد؟ قال: لا، قال: فيبقى عليها أحد؟ قال: لا، قال: فما كلفتك إذن؟
واليوم ترى الحق أبلج كالشمس في قبة السماء ولا أكثر من استمتاع بها . في حين أنها كانت سببا في توجه سيدنا إبراهيم لربه . كلنا يعلم سر ما نحن فيه من بلاء ، ونعلم من كان سببا في جلبه ، ونغمض الأعين حتى نستبعد ملكة التمييز إن فتحت . ويا رب فرج عنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخبار الحمقى والمغفلين – محمد بن الجوزي(ص: 101)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق