الاثنين، 6 يناير 2020

بين الخوف والحزن


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الخوف والحزن
فالخوف أن تتوقع شرا مقبلا لا قدرة لك على دفعه فتخاف منه. . وأما الحزن أن يفوتك شيء تحبه وتتمناه.
قال أبو سفيان لأصحابه يوم بدر : قل للنساء لا تبكين قتلاكم فإن البكاء يذهب الحزن، فالدموع يسمونها غسل الحزن. فساعة يبكي إنسان حزين يقول من حوله: دعوه يرتاح. فلو حزنت النساء وبكين على قتلى بدر لهبطت جذوة الانتقام؛ لذلك قال أبو سفيان: قل لهن لا يبكين. إنه يريد أن يظل الغيظ في مسألة بدر موجوداً إلى أن يأخذوا الثأر. بشاعة الانتقام ولغير الله وانتصار للشيطان على الحق والصدق .وهو نفسه حين انقلب من قائد للباطل إلى نصيرا للحق وقد تأسف على ما مضى من مواقف وانقلب يوم اليرموك وقد تقدم الصفوف وكان قد أسن ليفقد عينه في مقارعة أنصار الباطل وقد ملأ الحزن قلبه على أيام كان يعادي فيها الحق ، وينتصر للشيطان . لقد أدرك أبو سفيان بعد إسلامه أن الغضب قد أشغله عن الحق . قال أبو الحسن: خاض جلساء عبد الملك يوما في قتل عثمان، فقال رجل منهم: يا أمير المؤمنين، في أي سنيك كنت يومئذ؟ قال: كنت دون المحتلم، قال: فما بلغ من حزنك عليه؟ قال: شغلني الغضب له عن الحزن عليه.
ونحن لقد أطبق الخوف والحزن علينا بجرانه حتى أبعدنا عن تمحص حالنا وقد قيل : وعند الخوف لا ينجيك إلا حسن العمل . نبحث عن مأمن فلا نجد كالهرّة تنقل أولادها من موضع لآخر ، من الخوف عليها. ولا سبيل لها في حملها إلا بفيها حتى لا تؤذيهم بمخالبها ونحن ندرك سبيل الخروج من الخوف إلا أننا جاهدون في البعد عنه .
ونشتكي ثم نشتكي
ولا ملجأ من الله إلا إليه
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــ
البيان والتبيين (2/ 219)
المعمرون والوصايا - السجستاني(ص: 7)
تفسير الشعراوي (1/ 278)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق