الجمعة، 31 يناير 2020

نجار وبابو مخلوع ، أو بلا باب دار


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
نجار وبابو مخلوع ، أو بلا باب دار
سئل أحد الظرفاء: ولماذا يكون باب النجار هو «هكذا» ؟ فأجاب : لأنه الباب الوحيد الذي لن يأخذ النجار أجرا لإصلاحه، وهو بارع في مهنته حين تحصل له الفائدة ومن العجيب أن تجد من برع في علم أو مهنة انعكست فائدة على الآخرين ، وهم بالذات من حُرم فائدتها ، فنجد أطباء اخصائيين في ألوان من المرض، وصاروا أعلاما في مجالات تخصصاتهم، ويشاء الحق سبحانه وتعالى ألا يصابوا إلا بما برعوا فيه، كأن الذي برعوا فيه لم يفدهم بشيء . وهناك من شغل نفسه وقسطا كبيراً من حياته بجمع المال حتى بلغ من الثراء حدا كبيرا دون أن يتمتع به قيل لأعرابي: إن فلانا أفاد مالا عظيما قال: فهل أفاد معه أياما ينفقه فيها؟.
قالوا زاد الإنسان عن بقية الخلق بثلاث خصال: بالعقل والنظر في الأمور النافعة والضّارّة، وبالمنطق لإبراز ما استفاد من العقل بوساطة النظر، وبالأيدي لإقامة الصّناعات وإبراز الصّور فيها مماثلة لما في الطبيعة بقوّة النفس. ويبقى السؤال : كم أفاد مما وهبه الله تعالى ؟
وسبحانه الله هناك من علموا الحق وشأن حياتهم تجاهله . ورحم الله اللخمي حيث قال :
ما تم علم ولا حلم بلا أدب ... ولا تجاهل في يوم حليمان
ولا التجاهل إلَّا ثوب ذي دنس ... وليس يلبسه إلا سفيهان
من الناس من يعجبك حين تراه وتزداد عند الخبرة إعجابًا، ومنهم من تبغضه حين تراه وعند الخبرة أكثر بغضًا، ومنهم من يعجبك خَبَرٌهُ ولا يعجبك منظره، ومنهم من يعجبك منظره ولا يعجبك خبره، ورحم الله القائل
ترى من الرجال الغبن فضلًا ... وفيما أضمر الغبن الغبين
ولون الماء مشتبه وليست ... تخبر عن مذاقته العيون
فلا تعجل بظن قبل خبر ... فعند الخبر تنصرم الظنون
كثيرون من نعجب بقول وهم حريصون على خراب بيوتنا
قال الله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ  وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾ سورة البقرة
يا رب عليك بمن ظلمنا أو كان سببا في ظلمنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــ
عيون الأخبار – ابن قتيبة الدينوري (1/ 356)
الإمتاع والمؤانسة - التوحيدي(ص: 186)
تفسير الشعراوي (5/ 3146)
الأدب والمروءة – اللخمي (ص: 27)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق