الجمعة، 31 يناير 2020

احفظ مكاني حتى أعود


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
احفظ مكاني حتى أعود
من البلاء أن تنقاد للحمقى فإن فعلت فمآل بيتك الخراب . وفي المعرة عندنا يقولون في وصف هؤلاء : ما بيعرف الخمسة من الطمسة وعامل حالو فهمان أي أنه غير قادر على التمييز بين الحرف وبين الرقم
وعن أبي العيناء قال: كان المدني في الصف من وراء الإمام، فذكر الإمام شيئاً فقطع الصلاة وقدم المدني ليؤمهم، فوقف طويلاً، فلما أعيا الناس سبحوا له وهو لا يتحرك فنّحوه وقدموا غيره، فعاتبوه فقال: ظننته يقول لي: احفظ مكاني حتى أجيء.
وأمثال هؤلاء بمحدودية تفكيرهم وقصر نظرهم سبب في خراب الأوطان فتبوء المرء مكان يعني القدرة على إدارته ولنتصور حالا يُحَدِّثك عن النبي صلى الله عليه وسلم الواعظ ، ويتحول المحدث إلى مفتن فيضيع الدين حينها .
لا تستغربوا فالإمام الغزالي رحمه وهو حجة الإسلام دون شك أقر بأنه على ضعف في نقل الحديث الشريف .
ومن أحداث عصرنا أن شُغلت المخابرات الروسية في البحث عن جاسوس يعمل لمصلحة الولايات المتحدة ولسنوات حتى عثروا عليه وكان أحد المسؤولين في وزارة التخطيط كل شغله أن يبعد أهل الاختصاص عن مجال عملهم ويسعى لاستبدالهم بسواهم .
وفي المعرة يقولون : أعطي للخباز خبزو ولو أكلو نصو
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: «أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ» قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»
ترى أليس من أسباب البلاء الذي نحن فيه ، أن أناساً ادعوا الصلاح وهم على فساد ؟
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــ
أخبار الحمقى والمغفلين – محمد بن الجوزي(ص: 119)
صحيح البخاري (1/ 21)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق