الجمعة، 24 يناير 2020

إذا قيل لك أي شيء أطول؟ فقل: الكلام


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إذا قيل لك أي شيء أطول؟ فقل: الكلام
وإذا قيل لك أي شيء أقصر؟ فقل: الكلام.
لأن الكلمة الواحدة قد تكون جوابًا لألف كلمة، وقد يكون جوابها ألف كلمة وأكثر، ولن يدرك المرء الكلام حتى يدرك معناه
وإنه من أعظم ما يبتلى به المرء لسان دائم الحركة فهو لا يحسن النطق ولا يقدر على السكوت .
وهناك من يلقي الكلمة بعد الكلمة ( قال يتذاكا على الناس لمعرفة آراء لم يصرحوا بها ، قال يعني بدو يزلقون ) وهو بذلك كثيرا ما دل غلى غبائه ففي الناس من هو أشد ذكاء منه قال كَعْب بن سعد الغنوي :
وعوراءَ قدْ قيلَتْ فلمْ استمِعْ لهَا ... وَمَا الْكَلِمَة العوراء لي بِقبُول
والمشكلة إن كان هؤلاء ممن لا يحسنون السمع فيأخذون الكلمة على غير محملها يفسرونها بما يرضيهم ويكونون سببا في الحاق الأذى بصاحبها ويزيد الأذى إن كان المتكلم لا يحسن اللفظ ، فالكثير الكثير من لا يحسن النطق بالضاد فهو حرف تميزت به العربية ولا يخرج إلا من الشدق الأيمن، إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا، مثل عمر بن الخطاب رحمه الله، فإنه كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء.
وقد قال عامر بن عبد قيس: «الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان» .
وقال الحسن رحمه الله، وسمع رجلا يعظ، فلم تقع موعظته بموضع من قلبه، ولم يرق عندها، فقال له: «يا هذا، إن بقلبك لشر أو بقلبي» .
وما أكثر الناطقين بالشر اليوم . لقد دمروا بأقوالهم البلاد ، وأهلكوا العباد
ينمقون الألفاظ ويلبسونها غشا غير لباسها
قال الله تعالى : لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَ‌ٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١١٤﴾ سورة النساء
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــ
الأدب والمروءة ابن المقفع (ص: 37)
الأصمعيات (ص: 74)
البيان والتبيين (1/ 72)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق