الجمعة، 24 يناير 2020

تشبه بمن شئت


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تشبه بمن شئت
نتحالى بذكر الصالحين من آبائنا ، والصالح منّا من يضع رأسه على الوسادة ، ثم يحلم أن يرتقي إلى صفاتهم . وهناك من يحاول فيصل وآخر تبوء محاولته بالفشل . مع التأكيد أن التشبه بمن صلح قريب من الفلاح ورحم الله الشهاب الدين السهروردي حيث قال :
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم ... إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
وممن حاول التشبه من سلفنا قال الحسن رحمه الله : تشبّه زياد بعمر وأفرط ، ( أي زياد بن أبي سفيان ) ، وتشبّه الحجاج بزياد فأهلك الناس. لقد أحب زياد جانبا من صفات عمر رضي الله عنه وترك أخرى فأفرط ، وهناك من يتغالى وكذلك فعل الحجاج في صفات وجدها عند زياد فظلم
واليوم نعيش في زمن ساد فيه الحمق ، والحمقى فيه من يدعون الصلاح . تتبدى فيهم السعادة وهم يدّعون الصلاح وعلى طريقتهم وبأسلوبهم . ورحم الله القائل :
أرى زمنا نوكاه أسعد أهله ... ولكنّه يشقى به كلّ عاقل
ينازعون الناس ويَدّعون في باطلهم الحق : تنازع اثنان: أحدهما سلطانيّ والآخر سوقيّ، فضربه السلطانيّ فصاح: واعمراه! ورفع خبره إلى المأمون فأمر بإدخاله عليه، قال: من أين أنت؟ قال: من أهل أفامية ، إن عمر بن الخطاب كان يقول: من كان جاره نبطيا واحتاج إلى ثمنه فليبعه، فإن كنت تطلب سيرة عمر فهذا حكمه فيكم، وأمر له بألف درهم.
أكول لأرزاق العباد إذا شتا ... صبور على سوء الثّناء وقاح
هؤلاء من أسرار البلاء الذي نحن فيه
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــ
عيون الأخبار – الدينوري (1/ 451)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق