الجمعة، 24 يناير 2020

لو لهذا عويت لم أعوه والمفاجآت غير المتوقعة كثيرة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
لو لهذا عويت لم أعوه
والمفاجآت غير المتوقعة كثيرة
قالوا : أن الرجل كان بالقفر من الأرض ولم يعرف موضع فيه الأنس، جاع ورغب في طعام يتعشى به فاستنبح الكلاب  وهو أن ينبح لها، فإذا سمعته الكلاب نبحت  فيعرف بذلك مكان الناس فيقصد اليهم، ففعل ذلك رجل ، إلا أن الذئاب في هذه المرة هي من سمعت الذئاب عواءه، فأقبلن يردنه، فقال: " لو لهذا عويت لم أعوه " . ومثال هذا الرجل كالحدأة التي تظفر بقطعة من اللحم، فيجتمع عليها الطير، فلا تزال تدور وتدأب حتى تعيا وتتعب؛ فإذا تعبت ألقت ما معها. فلم تنل سوى التعب .
ومن صروف الدهر أن ترغب في أمر ، وأنت عن أحواله غريب لا تدري إن كان الوصول إليه فيه الخير ، أم يورثك الندم ؟ وقد يودي بك إلى سوء العيش وقد قيل : من طرق ما لا طاقة له به كان استر لمكتوم امره ، وابقى للآمال فيه. أي كان أكيس له ستر ما رغب به وهو عليه عاجز . قالت أم التحف تصف ابنها وكان قد تزوج امرأة على غير رضاهما وحمل نفسه ما لا طاقة له به ثم همّ بتطليقها تبرما بها:
لعمري لقد أخلفت ظنّا وسؤتني ... فخزت بعصياني الندامة فاصبر
ولا تك مطلاقا ملولا وسامح الـ ...  ـقرينة وافعل فعل حرّ مسهر
فقد حزت بالورهاء أخبث خشية ... فدع عنك ما قد قلت يا سعد واصبر
تربّص بها الأيام على صروفها ... سترمي بها في جاحم متسعّر
وكثر منا من رام أمرا زاد عن طاقته فإن كان وصوله نقمة عليه وإن يصل كان الندم حصاد عمره
وأغرب منهم من يكابر وقد ملأ الدنيا بسوء سلوكه وهو مع ذلك يصر أنه على حق
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــ
كليلة ودمنة (ص: 83)
الأمثال لابن سلام (ص: 251)
المجتنى - الأزدي(ص: 35)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (2/ 244)
=======
الورهاء: الحمقاء
الجاحم : المستعر بالنار
المسهر : الذي لا يستطيع النوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق