الجمعة، 31 يناير 2020

الجدل والتعنت


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الجدل والتعنت
وفي المعرة يقولون : دق المية وهي مية . وداء الفالج لا تعالج
قالوا : أما الجدل والمجادلة، فهما قول يقصد بهما إقامة الحجة فيما اختلف فيه اعتقاد المتجادلين . أما أن يكون الجدل غاية في حد ذاته فليس له غاية إلا أن يمنع العمل ولهذا قالوا : إذا جالست عالما فسل تفقّها لا تعنّتا.
إذا أعطي الإنسان شيئًا من الجدل ... فلم يعطه إلا لكي يمنع العمل
وما هذه الأهواء إلا مصائب ... يخص بها أهل التعمي والعلل
وللمرء أن يسأل عن أمر يريده ويريد فهمه والعمل بمقتضاه قال مسهر: سألت مالكا عن شيء، فقال: لا تسألني عمّا لا تريد فتنسى ما تريد. والنبيّ صلى الله عليه وسلم قال لرجل وقد أكثر من سؤاله تعنتا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ، فَخُذُوا عَنِّي، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ..
فإن كان الجدل لإثبات الصدق كان محمودا أما إن كان للمراء فهو مذموم وكانت الغاية الغلبة والسمعة بين الناس
ونحن وبوضوح نرى مخارج ما نحن فيه من بلاء ويصر الكثيرون على السير في طريق مسدود لا سبيل للخروج منه
تعنت لا إنصاف فيه
وما أتعس من يسمي الخراب إعمار . إن حاورت ضيعوك ووضعوك في متاهة من القصد الذي يريدون في كتاب الله وصف أمثال هؤلاء : وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ، وإنما أراد أهل القرية وأهل العير. وكان عمر بن الخطاب يقول في بعض ما يرتجز به من شعره: إليك يعدو قلعا وضينها ... مخالفا دين النصارى دينها - - فجعل الدين للناقة، وإنما اراد صاحب الناقة.
وحسبي الله ونعم الوكيل
اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين".
ويا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــ
الأدب والمروءة – اللخمي (ص: 36)
البرهان في وجوه البيان – ابن وهب (ص: 176)
العقد الفريد (6/ 182)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني(1/ 102)
سنن الترمذي (4/ 344)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق