الخميس، 25 مارس 2021

قصة عزير اقرأ معي وقل سبحان الله العظيم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

قصة عزير اقرأ معي وقل سبحان الله العظيم

قال الله تعالى : وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ – سورة التوبة (30 )

في تاريخ ابن عساكر أن عزير كان من أبناء الأنبياء وكان قد أحكم التوراة ولم يكن في زمانه أحد أعلم بالتوراة منه ولا كان أحفظ لها منه وكان ممن سباه بخت نصر وهو غلام حدث فلما بلغ أربعين سنة أعطاه الله الحكمة وذلك من ضعيف الخبر

 أن عزيرا كان عبدا صالحا حكيما خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعهدها فلما انصرف انتهى إلى خربحتى قامت الظهيرة وأصابه الحر فدخل الخربة وهو على حمار له فنزل عن حمارة ومعسلة فيها تين وسلة فيها عنب فنزل في ظل تلك الخربة وأخرج قصعة معه فاعتصر من العنب الذي كان معه في القصعة ثم أخرج خبزا يابسا معه فألقاه في تلك القصعة في العصير ليبتل ليأكله ثم استلقى على قفاه وأسند رجليه إلى الحائط فنظر سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد باد أهلها ورأى عظاما بالية فقال " إنى يحيى هذه الله  بعد موتها " فلم يشك أن الله يحييها ولكن قالها تعجبا فبعث الله ملك الموت فقبض روحه " فأماته الله مائة عام " فلما أتت عليه مائة عام وكانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور وأحداث قال فبعث الله إلى عزير ملكا فخلق قلبه ليعقل به وعينيه لينظر بهما فيعقل كيف يحيي الله الموتى ثم ركب خلقه وهو ينظر ثم كسا عظامه اللحم والشعر والجلد ثم نفخ فيه الروح كل ذلك يرى ويعقل فاستوى جالسا فقال له الملك " كم لبثت قال لبثت يوما " وذلك أنكان نام في صدر النهار عند الظهيرة وبعث في آخر النهار والشمس لم تغب فقال " أو بعض يوم " ولم يتم لي يوم فقال له الملك " بل لبثت مائة عام فانظر لطعامك وشرابك " يعني الطعام الخبز اليابس وشرابه العصير الذي كان اعتصر في القصعة فإذا هما على حالهما لم يتغير العصير والخبز يابس فذلك قوله " لم يتسنه " يعني لم يتغير وكذلك التين والعنب غض لم يتغير عن شئ من حالهم فكأنه أنكر في قلبه فقال له الملك أنكرت ما قلت لك أنظر إلى حمارك فنظر فإذا حماره قد بليت عظامه وصارت نخرة فنادى الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى ركبه الملك وعزير ينظر إليه ثم ألبسها العروق والعصب ثم كساها اللحم ثم أنبت عليها . الجلد والشعر ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء ناهقا يظن أن القيامة قد قامت فذلك قوله تعالى " وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما " يعني انظر إلى عظام حمارك كيف نركب بعضها بعضا في أوصالها حتى إذا صارت عظاما مصورا حمارا بلا لحم ثم انظر كيف نكسوها لحما " فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير " من إحياء الموتى وغيره  قال فركب حماره حتى أتى محلته فأنكره الناس وأنكر الناس منازله فانطلق على وهم منه حتى أتى منزله فإذا هو  بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة وعشرون سنة كانت أمة لهم فخرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة كانت عرفته وعقلته فلما أصابها الكبر أصابها الزمانة  فقال لها عزير يا هذه أهذا منزل عزير قالت نعم هذا منزل عزير فبكت وقالت ما رأيت أحدا من كذا وكذا سنة يذكر عزيرا وقد نسيه الناس قال فإني أنا عزير قالت سبحان الله فإن عزيرا قد فقدناه منذ مائة سنة فلم نسمع له بذكر قال فإني أنا عزير كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني قالت فإن عزير رجلا مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء فادع الله أن يرد علي بصري حتى أراك فإن كنت عزيرا عرفتك قال فدعا ربه ومسح يده على عينها فصحتا فأخذ بيدها فقال قومي فإذن الله فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما نشطت من عقال فنظرت فقالت أشهد أنك عزير فانطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم وابن لعزير شيخ ابن مائة سنة وثمان عشرة سنة وبنو بنيه شيوخ في المجلس فنادتهم فقالت هذا عزير قد جاءكم فكذبوها فقالت أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربه فرد علي بصري وأطلق رجلي وزعم أن الله كان أماته مائة سنة ثم بعثه قال فنهض الناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه كانت لأبي شامة سوداء بين كتفيه فكشف عن كتفيه فإذا عزير فقالت بنو إسرائيل فإنه لم يكن فينا أحد حفظ التوراة فيما حدثنا غير عزير وقد حرق بخت نصر التوراة ولم يبق منها شئ إلا ما حفظت الرجال فاكتبها لنا وكان أبوه سروخا دفن التوراة أيام بخت نصر في موضع لم يعرفه أحد غير عزير فانطلق بهم إلى ذلك الموضع فحفره فاستخرج التوراة وكان قد عفن الورق ودرس  الكتاب قال فجلس في ظل شجرة وبنو إسرائيل حوله فجدد لهم التوراة فنزل من السماء شهابان  حتى دخلا جوفه فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل فمن ثم قالت اليهود عزير ابن الله جل الله عن الذي كان من أمر الشهابين وتجديده التوراة وقيامه بأمر بني إسرائيل وكان جدد لهم التوراة بأرض السواد بدير حزقل والقرية التي مات فيها فقال لها سابر آباد قال ابن عباس فكان كما قال الله " ولنجعلك آية للناس " يعني لبني إسرائيل وذلك أنه كان يجلس مع بني بنيه وهم شيوخ وهو شاب لأنه كان مات وهو ابن أربعين سنة فبعثه الله شابا كهيئة يوم مات فقال ابن عباس بعث بعد بخت نصر . وسبحان الله العظيم

يا رب بقدرتك وعظمتك فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــ

الكامل في التاريخ – ابن كثير (1/ 235)

تاريخ دمشق لابن عساكر (3/ 73)

البداية والنهاية – ابن كثير (2/ 51)

==========

الزمانة: العاهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق