الخميس، 25 مارس 2021

لؤماء أفسدهم الإحسان

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لؤماء أفسدهم الإحسان

ومن اللؤم أن الإحسان يفسد أناس تحلو بالخير وطبيعتهم الإفساد . وليت الإفساد يكون عن غير قصد كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : رام نفعا فضرّ من غير قصد ... ومن البرّ ما يكون عقوقا

بل كان الإفساد عن عمد وقصد لا تمييز بين عبث إبليسي شيطاني غايته الأنا ، ومن بعدي يكون الطوفان كقول أبي العلاء المعري غفر الله له : إِذا مُتُّ لَم أَحفِل بِما اللَهُ صانِعٌ       إِلى الأَرضِ مِن جَدبٍ وَسَقيِ غُيوثِ

قال الْبِكَالِيُّ رحمه الله ، وَكَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ الْكُتُبَ -قَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ صِفَةَ نَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ: قَوم يَحْتَالُونَ عَلَى الدُّنْيَا بِالدِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ أمَرّ مِنَ الصّبرِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسوك الضَّأْنِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ.

والبلاء هو من يكشفهم ، فلا شيء يسترهم بعدها وفي المثل العربي : هّذا الَّذي كُنْتِ تَحْيَيْنَ : يقال للمرأة التي كانت تستحي إظهار وجهها فظهر . ويضرب لمن رام الإصلاَح ظاهرا فأفسده. وقد قيل الكذب جماع النفاق وعماد مساوي الأخلاق عار لازم وذل دائم يخيف صاحبه نفسه وهو أمن ويكشف ستر الحسب عن لؤمه الكامن قال الشاعر

إن النموم أغطى دونه خبري ... وليس لي حيلة في مفتري الكذب

لا يكذب المرء إلا من مهانته ... أو عادة السوء أو من قلة الأدب

وحتى إن صدق هؤلاء أضروا . قيل كان بين الأعمش رحمه الله وبين امرأته وحشة فسأل بعض أصحابه أن يرضيها ويصلح بينهما فدخل عليها وقال: إن أبا محمد شيخنا وفقيهنا فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه وحموشة ساقيه وضعف ركبتيه، وقزل رجليه ونتن إبطيه وبخر شدقيه. فقال الأعمش: قم عنا قبّحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه وتبصره.

وبالمعراوي : اجا ليعمرا قام خربا .

يا رب عليك بمن أفسد علينا حياتنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــ

غرر الخصائص الواضحة - الوطواط(ص: 68)

مجمع الأمثال – للميداني (2/ 392)

الدر الفريد وبيت القصيد – المستعصمي (3/ 246)

الرسائل السياسية - الجاحظ(ص: 72)

تفسير ابن كثير (1/ 562)

المحاضرات والمحاورات – الجلال السيوطي (ص: 331)

 

القَزَلُ: أسوأ العرج

الحموشة : دقة الساق

مسوك الضأن : جلود الغنم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق