الخميس، 25 مارس 2021

منوين من دقيتو بِرِنْ ومن حياة السلف لنا وقفة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

منوين من دقيتو بِرِنْ

ومن حياة السلف لنا وقفة

مقولة معرية للدلالة على أن صاحبها عالم بكل ما تشاء من علوم ، وقادر على فعل ما يعترضه . وهي مقولة استهزاء أو قد تستخدم للمديح في حال سعة المعرفة عند بعض الناس ، والحق أن العلم ما حواه أحد مطلقا . ورَضِيَ اللَّهُ عَنْ سيدنا علي بن أبي طالب إذ قال :

ما حوى العلم جميعاً رجلٌ ... لا، ولو مارسه ألف سنه

ودخل أبو العتاهية على المأمون حين قدم العراق فأنشده شعراً يمدحه به، فأمر له بمال جزيل وأقبل عليه يحدثه إذ ذكر أبو العتاهية القدرية، فقال: يا أمير المؤمنين ما في الأرض فئة أجهل ولا أضعف حجة من هذه العصابة. فقال المأمون: أنت رجل شاعر وأنت بصناعتك أعلم فلا تتخطها إلى غيرها فلست تعرف الكلام. فقال: إن جمع أمير المؤمنين بيني وبين رجل منهم وقف على ما عندي من الكلام. قال ثمامة: فوجّه إليّ رسولاً، فلما دخلت قال: يا ثمامة زعم هذا أنه لا حجة لك ولا لأصحابك! قلت: فليسل عما بدا له. فقال المأمون: سله يا إسماعيل. قال: أقطعه يا أمير المؤمنين بحرف واحد. قال: شأنك. فأخرج أبو العتاهية يده من كمه وحركها وقال: يا ثمامة من حرّك يدي هذه؟ قلت: حركها من أمه زانية. قال: فضحك المأمون حتى فحص برجله وتمرّغ على فراشه وأسقطت في يد أبو العتاهية . قال: فضحك المأمون حتى فحص برجله وتمرّغ على فراشه وقال: زعمت أنك تقطعه بكلمة واحدة! فقال أبو العتاهية: شتمني يا أمير المؤمنين. ثم قال ثمامة: يا جاهل تحرك يدك وتقول من حركها! فإن كنت أنت المحرك لها فهو قولي وإن تكن الأخرى فما شتمتك! فقال المأمون: يا إسماعيل عندك زيادة في الكلام؟ فإن الجواب قد مضى فيما سألت. فما نطق بحرف حتى انصرف.

واليوم ما أكثر يدعي العلم والقدرة والجهل والضعف يغمره

ترى أهناك أشد جهالة من قول وفعل من استعان بإحياءات شيطان ليجر الخراب والدمار لأهله ووطنه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

التمثيل والمحاضرة – الثعالبي (ص: 165)

المحاسن والمساوئ – محمد البيهقي(ص: 198)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق