الخميس، 25 مارس 2021

عدوّ النفاق وصديق الوضوح سَيِّدِنَا حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عدوّ النفاق وصديق الوضوح

سَيِّدِنَا حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب سره

قتل أبوه اليمان يوم اخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَبِي  أبي ، فَقَالُوا: وَاَللَّهِ إنْ عَرَفْنَاهُ، وَصَدَقُوا. قَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ .  تأدب سَيِّدِنَا حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان واضحا كفق الصبح، لا تخفى على الصحابة من حياته شيء، ولا من أعماق نفسه خافية.. صادق وأمين يحب الأقوياء في الحق، ويمقت الملتوين والمرائين والمخادعين . فَعَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ» ، قِيلَ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «مَنْ اتَّقَى الشَّرَّ وَقَعَ فِي الْخَيْرِ» حضر كثيرا من فتوحات الشام والعراق . وعَنْ أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» . وولاه أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه المدائن، فأقام بها إِلَى حين وفاته. فَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا كَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلانًا وَأَمَرْتَهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا. فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةُ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلانا فَأَطِيعُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ لَهُ شَأْنٌ فَرَكِبُوا لِيَتَلَقَّوْهُ، فَلَقُوهُ عَلَى بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ رِجْلاهُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ فَأَجَازُوهُ، فَلَقِيَهُمُ النَّاسُ فَقَالُوا لَهُمْ: أَيْنَ الأَمِيرُ؟ قَالُوا: هُوَ الَّذِي لَقِيتُمْ، قَالَ: فَرَكَضُوا فِي إِثْرِهِ فَأَدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ وَفِي الأُخْرَى عِرْقٌ ( ملح ) لقد سار رضي الله عنه ، والناس محتشدون حوله، وحافون به. وحين رآهم يحدّقون فيه كأنهم ينتظرون منه حديثا، ألقى على وجوههم نظرة فاحصة ثم قال: " اياكم ومواقف الفتن" قالوا: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله. قال: " أبواب الأمراء". يدخل أحدكم على الوالي أو الأمير، فيصدّقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه". لقد كان استهلالا ذا دلالة ، بقدر ما هو عجيب..!! ومات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان .

ترى هل كان النفاق سر بلائنا ؟

أم أن المنافقين هم السبب الرئيس في هذا البلاء

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

سيرة ابن هشام (2/ 87)

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان (2/ 491)

مسند الإمام أحمد (38/ 401)

صحيح البخاري (4/ 199)

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/ 335)

تاريخ بغداد - الخطيب (1/ 506)

تاريخ دمشق لابن عساكر (12/ 259)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق