صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
من
يطلب ما لا وجود له
ومن
حياة الآخرين لنا مثل
في
المعرة عندنا مقولة : حين تتوجه لشخص ترجو عنه في حل معضلة تعاني منها وبالأخص إن
كان حلها بيده ، أو أن في مقدوره المساعدة في تجاوزها : تقول : إلك ولا للديب .
لتكون الإجابة خسا الديب أو إن كان في مقدوري : خسا الديب
وكم
منّا من سمع المقولة واستبشر الخير فكان طارحها سببا في تأزمها ، ومنا يبذلها وهو
يعلم بأنه غير قادر على حل البسيط من أموره ومن شأن ذلك أن يبعث الأمل الكاذب عند
من احتاجه ، فهو وكما يقال سادي بطبعه يسر بعذاب من يحب فكل بمن لا يحب ورحم الله ابْنُ
سُكَّرَة حيث قال :
خَرَجْتُ
أَطْلُبُ شَيْئًا لا وُجودَ لَهُ ... وَمنْ غَدَا يَطْلُبُ المَعْدُومَ لمْ يَجِدِ
ففاقد
الشيء كيف يعطيه . ومما روي أن أعرابيا جاء شيخاً طالبا قضاء حاجة ، فقال له : لا
سبيل إلى قضائها ما لم يحضر خادمي ، عقل ، فسار الأعرابي في طلبه وهو ينادي بصوت
مرتفع تارة : يا عقل الشيخ . وطوراً يا عقل الشيخ فلان .
فوافاه
شخص من أهل النباهة والظرف فسأله من تطلب ؟ أجاب : أطلب عقل الشيخ فلان . فقال له
: إنه لا عقل للشيخ فلان ولا خدمه ولا استخدمه من الصغر . فرجع وهو يلوم الشيخ
ويتهمه بالكذب إذ أتعبه بالبحث عن غائب لا وجود له .
فكيف
بمن اتكل على شيطانه في قضاء حوائجه
يا
رب رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــ
الدر
الفريد وبيت القصيد (6/ 147)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق