الخميس، 25 مارس 2021

من يطلب ما لا وجود له ومن حياة الآخرين لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من يطلب ما لا وجود له

ومن حياة الآخرين لنا مثل

في المعرة عندنا مقولة : حين تتوجه لشخص ترجو عنه في حل معضلة تعاني منها وبالأخص إن كان حلها بيده ، أو أن في مقدوره المساعدة في تجاوزها : تقول : إلك ولا للديب . لتكون الإجابة خسا الديب أو إن كان في مقدوري : خسا الديب

وكم منّا من سمع المقولة واستبشر الخير فكان طارحها سببا في تأزمها ، ومنا يبذلها وهو يعلم بأنه غير قادر على حل البسيط من أموره ومن شأن ذلك أن يبعث الأمل الكاذب عند من احتاجه ، فهو وكما يقال سادي بطبعه يسر بعذاب من يحب فكل بمن لا يحب ورحم الله ابْنُ سُكَّرَة حيث قال :

خَرَجْتُ أَطْلُبُ شَيْئًا لا وُجودَ لَهُ ... وَمنْ غَدَا يَطْلُبُ المَعْدُومَ لمْ يَجِدِ

ففاقد الشيء كيف يعطيه . ومما روي أن أعرابيا جاء شيخاً طالبا قضاء حاجة ، فقال له : لا سبيل إلى قضائها ما لم يحضر خادمي ، عقل ، فسار الأعرابي في طلبه وهو ينادي بصوت مرتفع تارة : يا عقل الشيخ . وطوراً يا عقل الشيخ فلان .

فوافاه شخص من أهل النباهة والظرف فسأله من تطلب ؟ أجاب : أطلب عقل الشيخ فلان . فقال له : إنه لا عقل للشيخ فلان ولا خدمه ولا استخدمه من الصغر . فرجع وهو يلوم الشيخ ويتهمه بالكذب إذ أتعبه بالبحث عن غائب لا وجود له .

فكيف بمن اتكل على شيطانه في قضاء حوائجه

يا رب رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــ

الدر الفريد وبيت القصيد (6/ 147)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق