الخميس، 25 مارس 2021

حين يختلف اللص والشيطان ومن حكايات الأولين نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين يختلف اللص والشيطان

ومن حكايات الأولين نتعلم

في المعرة عندنا يقولون : إذا تنافست الحمير من حظ الركيبة . فلا إعمال للعقل في الهدف من هذه المنافسة ويبقى المستفيد أن يصل من ركب لمبتغاهم في وقت أقصر . إلا أن المعول على النتيجة فقد يكون التأخير فيه الخير .

زعموا أن ناسكاً أصاب من رجل بقرة حلوباً فانطلق بها يقودها إلى منزله، فعرض له لص أراد سرقتها وشيطان يريد اختطافه. فقال الشيطان للص: من أنت؟ قال أنا اللص، أريد أن أسرق البقرة من الناسك إذا نام. فمن أنت؟ قال: أنا الشيطان أريد اختطافه إذا نام وأذهب به فأتهيا على هذا إلى المنزل فدخل الناسك منزله ودخلا خلفه وأدخل البقرة فربطها في زاوية المنزل وتعشى ونام. فأقبل اللص والشيطان يأتمران فيه واختلفا على من يبدأ بشغله أولاً فقال الشيطان للص: إن أنت بدأت بأخذ البقرة فربما استيقظ وصاح، واجتمع الناس: فلا أقدر على أخذه فأنظرني ريثما آخذه، وشأنك وما تريد. فأشفق اللص إن بدأ الشيطان باختطافه فربما استيقظ فلا يقدر على أخذ البقرة، فقال: لا، بل انظرني أنت حتى آخذ البقرة وشأنك زما تريد فلم يزالا في المجادلة هكذا حتى نادى اللص: أيها الناسك انتبه: فهذا الشيطان يريد اختطافك، ونادى الشيطان: أيها الناسك انتبه: فهذا اللص يريد أن يسرق بقرتك فانتبه الناسك وجيرانه بأصواتهما، كليلة وهرب الخبيثان.

وفي حالنا يتنافس أصحاب الشهوات والهوى وهم من شيطان الإنس ، مع شياطين طمعوا بهم وبأهلهم ووطنهم ، جمعهم الطمع ووحدتهم الشهوات على الغي والباطل .

ونحن نسأل الله رب العرش العظيم أن تكون نتيجة من نسبب في بلائنا ( فافوش ) أي لا ينالون سوى الخيبة والخذلان

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

كليلة ودمنة (ص: 218)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق