الخميس، 25 مارس 2021

حين تنصح أحمقا أو تستنصحه ومن ابتلي بأحمق ضاع وضُيع

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين تنصح أحمقا أو تستنصحه

ومن ابتلي بأحمق ضاع وضُيع . ومن حكايات السلف لنا وقفة مع نماذج من الحمقى

أول مظاهر الحمق اتباع الهوى وقد لا يخلو أحد إلا من عصمه الله من قدر من الحمق . قيل : شاور الخليفة المأمون رحمه الله يحيى بن أكثم فكان الرأي مخالفا لهوى المأمون، فقال يحيى: ما أحد بالغ في نصيحة الملوك إلا استغشّوه. قال: ولم يا يحيى؟ قال: لصرفه لهم عمّا يحبّون، إلى ما لعلّهم يكرهون في الوقت، والهوى إله معبود.

وحين تتوجه بالنصح إلى متبع الهوى وقد غلب عليه الحمق بقلك :هات من الآخر . يريد أن تختصر الكلام لعدم الرغبة فيه .

قيل: أخذ رجل ذئبا وهو يعظه ويقول له: إياك وأخذ أغنام الناس فيعاقبك الله، والذئب يقول: خفّف واقتصر، فقدّامي قطيع من الغنم لا يفوتني. وحتى أن أمنيات الحمقى تثير العجب قيل : اصطحب أحمقان في طريق، فقال أحدهما: تعال نتمنّ فإن الطريق يقطع بالحديث، فقال أحدهما: أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع برسلها  ولحمها وصوفها، ويخصب معها رحلي، ويشبع معها أهلي، قال الآخر: وأنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى تأتي عليها، فقال: ويحك أهذا من حق الصحبة، وحرمة العشرة؟ وتلاحما واشتدت الملحمة بينهما، فرضيا بأول من يطلع عليهما حكما، فطلع عليهما شيخ على حمار بين زقين من عسل، فحدثاه، فنزل عن الحمار، وفتح الزقين حتى سال العسل في التراب، ثم قال: صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.

نعم تلك هي صفة من كان سببا في بلائنا

حمق وهوى ، دمر البلاد وأهلك العباد

ــــــــــــــــ

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصبهاني(1/ 166)

التذكرة الحمدونية (3/ 225)

ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (2/ 40)

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق