الخميس، 25 مارس 2021

عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنها سلوكه قائم لاقتناعه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنها

سلوكه قائم لاقتناعه

هو صورة للخلق العربي بكل أعماقه، وأبعاده..

ومن حياة الصحابة رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ لنا مثل

يكنى أبا عبد الله. وقيل: بل يكنى أبا محمد وهو شقيق عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا. وَقَالَ ابن سعد: إِنَّهُ أسلم في هدنة الحُدَيبية وهاجر للمدينة . وقالوا  : كان اسمه عبد الكعبة فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه عبد الرحمن. وكان عبد الرحمن بن أبي بكر من أشجع رجال قريش، وأرماهم بسهم، فبينما كان أبوه أول المؤمنين والصدّيق والده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  الذي آمن برسوله ايمانا ليس من طراز سواه.. وثاني اثنين اذ هما في الغار كان هو صامدا كالصخر مع دين قومه، وأصنام قريش.!! في غزوة بدر، خرج مقاتلا مع جيش المشركين فلما أسلم قال لأبيه لقد أهدفت لي أي ارتفعت لي يوم بدر مرارا فصدفت عنك أي أعرضت عنك، فقال أبو بكر: لو هدفت لي لم أصدف أي أعرض عنك، فالمراد بكونه أهدف له ارتفع وهو لا يشعر بذلك، فلا ينافي ما قيل إن عبد الرحمن بن أبي بكر يوم بدر دعا إلى البراز، فقام إليه أبوه أبو بكر ليبارزه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «متعنا بنفسك يا أبا بكر . وفي غزوة أحد كان كذلك على رأس الرماة الذين جنّدتهم قريش لمعركتها مع المسلمين. وحضر اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل سبعة من كبارهم، شهد له بذلك جماعة عند خالد بن الوليد، وهو الذي قتل محكم اليمامة بن طفيل، والذي كان العقل المدبر لمسيلمة، كما كان يحمي بقوته أهم مواطن الحصن الذي تحصّن جيش الردّة بداخله، فلما سقط محكم بضربة من عبد الرحمن، وتشتت الذين حوله، انفتح في الحصن مدخل واسع كبير تدفقت منه مقاتلة المسلمين. قَالَ أبو عمر رحمه الله: وشهد الجمل مع أخته عائشة، وكان أخوه محمد يومئذ مع علي رضى الله عنه.

وهو إنسان في أحواله .قَالَ هشام بن عُرْوة، عَن أبيه، إن عَبْد الرَّحْمَنِ قدِم الشَّامَ، فرأى ابنة الجودي عَلَى طُنْفسَة، وحولها ولائد، فأعجبته، فَقَالَ فِيهَا:

تذكرت لَيْلَى والسماوَةُ دونَها ... فما لابنةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وماليا

وأنى تعاطى قلبه حارثية ... تُدَمَّنُ بُصْرى أَوْ تحُلٌ الجوابيا

وأنى تلاقيها؟ بلَى وَلَعَلها ... إن النَّاس حَجُّوا قابِلًا أنْ تُوافيا

قَالَ: فلما بَعَثَ عمر جيشه إِلَى الشَّام قَالَ لمقدمهم: إنْ ظفرت بليلى بِنْت الجوديّ عَنوةً فادفعها إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ، فظفر بها، فدفعها إليه، فأعجب بِهَا، وآثرها عَلَى نسائه، حَتَّى شكونه إِلَى أخته عائشة، فقالت لَهُ: لقد أفرطتَ، فَقَالَ: والله إني أرشف بأنيابها حب الرمان، قال: فأصابها وجع سقط له فوها، فجفاها حَتَّى شكته إِلَى عائشة، فقالت: يَا عَبْد الرَّحْمَنِ لقد أحببتَ ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفها، وإما أنْ تجهزها إِلَى أَهْلها، فجهزها إِلَى أَهْلها، قَالَ: وكانت بِنْت ملك، يعني من ملَوْك العرب. توفي رضي الله عنه قَالَ ابن أَبِي مُلَيْكة: تُوُفِّيَ بالصَّفاح، فحُمِل فدُفن بمكة - والصِّفاح عَلَى أميال من مكة - فقدمتٌ أخته عائشة فقالت: أين قبر أخي؟ فأتته فصلت عَلَيْهِ. وصحّ أن سعدًا مات سَنَة خمس وخمسين. وهكذا بقي رضي الله عنه ، حاملا مسؤولية اقتناعه وعقيدته، يذود عن آلهة قريش، ويقاتل تحت لوائها قتال المؤمنين المستميتين. لقد كان في كفره رجلا.. وها هو ذا يسلم اليوم اسلام الرجال. فلا طمع يدفعه، ولا خوف يسوقه. وانما هو اقتناع رشيد سديد أفاءت عليه هداية الله وتوفيقه. وازدادت خصال عبد الرحمن في ظل الاسلام مضاء وصقلا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاستيعاب في معرفة الأصحاب – النمري (2/ 824)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (2/ 520)

رجال حول الرسول (ص: 388)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق