الخميس، 25 مارس 2021

صورة من ذكاء السَّيِّدة خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صورة من ذكاء السَّيِّدة خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا

الاستدلال على الحق لا يحتاج إلى محاكمة عقلية ذات جهد مضن ، فالحق له نور يستدل به عليه وللباطل ظلمة ذات دلالة

حين بدأ الوحي بالنزول على النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خشي ، وجاء بيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول : فعَنْ جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسًا  عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَجَثِثْتُ  مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي دَثِّرُونِي" فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ جلّ: {يَا أَيهَا المدثر} ومرة جاءه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءه الملك فيه فقال: اقْرَأْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: «ما أنا بقارىء» ، قال فأخذني فغطني  حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال لي. اقْرَأْ فقلت: «ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثانية  ، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني» فقال: اقْرَأْ، «فقلت: ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني» فقال: اقْرَأْ» بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ حتى بلغ ما لَمْ يَعْلَمْ قال: فرجع بها ترجف فؤاده حتى دخل على خديجة فقال: «زمّلوني زمّلوني!» أي ( لفُّوني ) فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال: «يا خديجة! ما لي؟» وأخبرها الخبر . قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بذكاء المرأة المسلمة : يا ابن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم، فقالت: إذا جاءك فأخبرني، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها يوماً، إذ جاء جبريل، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا خديجة هذا جبريل قد جاءني، فقالت أتراه الآن، فقال نعم، قالت: فاجلس إلى شقي الأيسر فجلس، فقالت هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فاجلس إلى شقي الأيمن، فتحول فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، فتحسرت فألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها، فقالت: هل تراه الآن؟ قال: لا، قالت: ما هذا الشيطان، إن هذا لملك يا بن عم فاثبت، وأبشر، ثم آمنت به، وشهدت أن الذي جاء به الحق. وهنا أن السَّيِّدة خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أدركت أن المَلكَ لا ينظر وقد كشفت عن شعرها ونحرها ولو أنه كان شيطانا لم غاب عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

ونحن اليوم نضع الحقائق التي لا تحتاج للتمحيص تحت المجهر وبالرغم ثبوتها يركبنا العناد لنبتعد عن الحق ونجانبه

أليس من الحق البيّن أن لا يسئ المرء لوطنه وأهله ؟

أليس من الظلم أن يدمر الوطن ويشرد أهله ؟

أقول : يا رب انتقم ممن أيقن بالحق وتحزّب مع الباطل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــ

سيرة ابن اسحاق (ص: 133)

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان (1/ 64)

الدرر في اختصار المغازي والسير - النمري(ص: 35)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق