الخميس، 25 مارس 2021

ديننا يدعو للخير ، لا للفروسية والسيف ، ومن زَيْدَ الْخَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ديننا يدعو للخير ، لا للفروسية والسيف ، ومن زَيْدَ الْخَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لنا مثل

هو زيد بن مهلهل الطائي شاعر وفارس من طيء ولد في نجد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يدعى زيد الخيل وله قصيدة قبل إسلامه يقول فيها :

أَنا الفَارِسُ الحَامِي الحَقِيقَةِ وَالذِي ... لَهُ المَكْرُمَاتُ وَاللُّهَا وَالمَآثِرُ

وَقَوْمِي رُؤُوسُ النّاسِ وَالرَّأْسُ قَائِدٌ ... إِذَا الحَرْبُ شَنَّتْها الأكُفُّ المَسَاعِرُ

رحل إلى المدينة المنورة إثر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم غير أن اسمه لم يقع عند النبي صلى الله عليه وسلم موقع الاستحسان فَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ حَتَّى أَنَاخَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ مَسِيرَةِ تِسْعٍ، أَنْضَيْتُ رَاحِلَتِي، وَأَسْهَرْتُ لِيَلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، لِأَسْأَلَكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ أَسْهَرَتَانِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: أَنَا زَيْدُ الْخَيْلِ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ زَيْدُ الْخَيْرِ، فَسَلْ، فَرُبَّ مُعْضِلَةٍ قَدْ سُئِلَ عَنْهَا» قَالَ: أَسْأَلُكَ عَنْ عَلَامَةِ اللهِ فِيمَنْ يُرِيدُ، وَعَلَامَتِهِ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟» قَالَ: أَصْبَحْتُ أُحِبُّ الْخَيْرَ وَأَهْلَهُ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِ، وَإِنْ عَمِلْتُ بِهِ أَيْقَنْتُ بِثَوَابِهِ، وَإِنْ فَاتَنِي مِنْهُ شَيْءٌ حَنَنْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ عَلَامَةُ اللهِ فِيمَنْ يُرِيدُ، وَعَلَامَتُهُ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ، وَلَوْ أَرَادَكَ بِالْآخِرَةِ هَيَّأَكَ لَهَا، ثُمَّ لَا تُبَالِي فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكْتَ» وهذه الواقعة تدل على طبيعة الدين الإسلامي . فالإسلام لا يرمي ممن يؤمن ( زيد الفروسية ) إلا أن الهدف المنشود ( زيد الخير ) . لقد كانت العرب في الجاهلية يعدون السبق في الخيل وإظهار البراعة في ضرب السيف من الأعمال البطولية . فلما جاء الإسلام غير مسار عواطفهم في اتجاه آخر ، إذ رغبهم في أن يكونوا حاملي لواء الخير . ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك. وأقطعه أرضين. وكان يكنى أبا مكنف، وكان له ابنان: مكنف وحريث، أسلما وصحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدا قتال الردة مع خَالِد بْن الْوَلِيد. وقيل أن قول الله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} يعني الخيل، والخيل مال، والخير بمعنى المال الكثير في التنزيل. قال الزجاج: الخير ههنا الخيل، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمى زيد الخيل: زيد الخير، وسميت الخيل خيرا لأن الخير معقود بنواصيها: الأجر والمغنم.

رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وجعلنا ممن يفهم ويتفهم سيرة السلف الصالح

ويا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــ

دلائل النبوة للبيهقي محققا (5/ 337)

تاريخ دمشق لابن عساكر (19/ 521)

أسد الغابة – ابن الأثير (2/ 149)

التفسير الوسيط للواحدي (3/ 551)

تفسير السمعاني (4/ 439)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق