الثلاثاء، 28 يوليو 2020

صور لا تنسى من عزوة أحد رسول الله كما تحبين يا أم فلان

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صور لا تنسى من عزوة أحد

رسول الله كما تحبين يا أم فلان

عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ,وقد أظهر له أصحابه من التجلد والتصبر ما دل على حبهم الشديد له, واستعدادهم للتضحية بكل شيء في سبيل رضاه ورضا ربه لم يؤنب رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرماة, ولم يعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم  أي محاكمة , واكتفى بعتاب الله لهم ، فالخطأ من النفس البشرية في مثل تلك الظروف أمر وارد . ومن ثم وبعد أن اطمأن صلى الله عليه وسلم على رحيل المشركين إلى ديارهم شرع في دفن من استشهد من أصحابه , فشق لهم القبور , وكان يكفن كل واحد في ثيابه , فلما جيء إليه بجثمان عمه حمزة بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ نظر إليه ، وقد مثل به وقطعت بعض أعضائه ، وهذا مشهد لم يره من قبل ، فاشتد عليه المصاب , فقال صلى الله عليه وسلم : " والله لئن أظفرني الله عليهم أو مكنني منهم لأمثلن بسبعين منهم " فأنزل الله عليه في الحال قوله تعالى " وإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ" [النحل : 126] وعند ابن إسحق: مَرَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي دِينَارٍ، وهو عائد للمدينة وَقَدْ أُصِيبَ زَوْجُهَا وَأَخُوهَا وَأَبُوهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُحُدٍ، فَلَمَّا نُعُوا لَهَا قَالَتْ: فَمَا فَعَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: خَيْرًا يَا أُمَّ فُلانٍ، هُوَ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا تُحِبِّينَ، قَالَتْ: أَرُونِيهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: فَأُشِيرَ لَهَا إِلَيْهِ، حَتَّى إِذَا رَأَتْهُ قَالَتْ: كُلُّ مصيبة بعدك جلل- تريد صغيرة .

وجاءت أم سعد بن معاذ مسرعة تعدو ، وهي كبشة بنت رافع تعدو نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وقف على فرسه، وسعد بن معاذ آخذ بعنان فرسه، فقال سعد: يا رسول الله! أمّي!، فقال: «مرحبا بها» ، فدنت حتى تأملت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: أما إذ رأيتك سالما فقد أشوت المصيبة ـ أي استقللتها، فعزّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمرو بن معاذ ابنها، ثم قال: «يا أمّ سعد، أبشري وبشّري أهليهم: أنّ قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا، وقد شفّعوا في أهليهم» قالت: رضينا يا رسول الله، ومن يبكي عليهم بعد هذا؟ ثم قالت: يا رسول الله ادع لمن خلّفوا فقال: «اللهم أذهب حزن قلوبهم، واجبر مصيبتهم، وأحسن الخلف على من خلّفوا»

لم يؤثر هذا الحب لأحد من الخلق إلا لرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ونحن : أَمِنْ مصداقية الحب له ؟ أن نقتل وبغير ذنب بعضا وندمر وطننا

ما كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محب للانتقام بل داعيا للعفو

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــ

عيون الأثر – ابن سيد الناس(2/ 33)

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (4/ 229)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق