الثلاثاء، 28 يوليو 2020

وتسأله ابنك في المدرسة والإجابة ما بدي اصرف عليه وعلى الفاضي


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وتسأله ابنك في المدرسة
والإجابة ما بدي اصرف عليه وعلى الفاضي
ومن تجربة أم ربيعة وأخبار السلف الصالح . الرأي نتعلم .
فيما نحن فيه من بلاء تتجلى كراهيتنا للعلم وللتعلم ونختلق الأعذار التي تبرر ابعاد أبنائنا عن صروح العلم . والأسباب التي هي أحد ابداعاتنا  تبدأ ولا تكاد تنتهي . يا أخي وضع دور التعليم سيء . يا أخي مصاريف التعليم كبيرة . يا أخي معلمون فاشلون . يا أخي مدارس تعبانة .. . يا أخي نبعث بهم ولا نتيجة ترتجى . يا أخي مالي قدرة : خليه يشتغل ويساعدنا أو على الأقل يطالع مصروفه والقصد هنا غالبا ( قيمة علبة السجائر ) وحتى لو افترضنا ذلك له قسط من الصحة . فالبربشة أحسن من العمى . ثم كيف لنا أن نرضى لأنفسنا اختيار الجهل على العلم والأمر بالعلم أول ما نزل من القرآن
أقول : إن الجهل يبعد الإنسان عن معرفة خالقه . ورحم الله من قال : بالعلم عرفنا الله . ونصل لدرجة عدم معرفة معنى اسم اخترناه لأولادنا أو بناتنا - ولن أذهب بعيداً لأذكركم بحال من طلب العلم من السلف الصالح أمثال الإمام الشافعي وكان لا يمتلك قيمة ورقة يكتب عليها فكتب على ألواح العظام . وأسأل هل خطر ببال أمه أن تقول له : يا بني نحن فقراء ما بالنا وبال العلم اذهب واعمل كي نعيش . قطعا لا لو خطر ببالها ما سمعنا للشافعي ذكراً . في زمننا أسامة الباز وشقيقه فاروق من كبار العلماء على وجه الأرض ، الأول في الاقتصاد والثاني في الفضاء وهو أحد من اختار موضع هبوط رواد الفضاء على سطح القمر وهو من أرسل صورة الفاتحة لتزور القمر ثم لتعود إلى الأرض . ذهب الشقيقان إلى أمريكا للعمل فعملوا ودرسوا . رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الرأي وَاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فروخ مولى آل المنكدر التيمي تيم قريش وَكنية رَبِيعَة أَبُو عُثْمَان وَيقال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ وَهُوَ مديني سمع أَنَس بْن مَالِك، وَالسائب بْن يَزِيد، وَعامة التابعين من أَهْل الْمَدِينَة. كَانَ فقيها عالما، حافظا للفقه وَالحديث. وَكَانَ يقال له: رَبِيعَة الرأي، وَكَانَ قد أدرك بعض أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأكابر من التابعين، وَكَانَ صاحب الفتوى بالمدينة، وَكَانَ يجلس إليه وَجوه الناس بالمدينة، وَكَانَ يحصى فِي مجلسه أربعون معتما، وَعنه أخذ مَالِك بْن أَنَس ، وأبي حنيفة رحمهما الله . حَدَّثَ عَبْد الوهاب بْن عطاء الخفاف، قَالَ: حَدَّثَنِي مشيخة أَهْل الْمَدِينَة أن فروخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو رَبِيعَة خرج مجاهداً إِلَى خراسان أيام بني أمية غازيا، وَربيعة حمل فِي بطن أمه، وَخلف عند زوجته أم رَبِيعَة ثلاثين ألف دينار، فقدم الْمَدِينَة بعد سبع وَعشرين سنة وَهُوَ راكب فرسا فِي يده رمح، فنزل عَنْ فرسه، ثُمَّ دفع الباب برمحه فخرج رَبِيعَة، فَقَالَ له: يا عدو اللَّه أتهجم على منزلي، فَقَالَ لا، وَقَالَ فروخ: يا عدو اللَّه، أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا وَتلبب كل وَاحد منهما بصاحبه، حَتَّى اجتمع الجيران فبلغ مَالِك بْن أَنَس، وَالمشيخة فأتوا يعينون رَبِيعَة، فجعل رَبِيعَة، يقول: وَالله لا فارقتك إِلا عند السلطان وَجعل فروخ، يقول: وَالله لا فارقتك إِلا بالسلطان، وَأنت مَعَ امرأتي وَكثر الضجيج، فلما بصروا بمالك، سكت الناس كلهم، فَقَالَ مَالِك: أيها الشيخ لك سعة فِي غير هذه الدار، فَقَالَ الشيخ: هي داري، وَأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه، فخرجت، فقالت: هذا زوجي وَهذا ابني الَّذِي خلفته، وَأنا حامل به فاعتنقا جميعا، وَبكيا فدخل فروخ المنزل، وَقَالَ: هذا ابني، قالت: نعم، قَالَ: فأخرجي المال الَّذِي لي عندك، وَهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت: المال قد دفنته، وَأنا أخرجه بعد أيام، فخرج رَبِيعَة إِلَى المسجد، وَجلس فِي حلقته، وَأتاه مَالِك بْن أَنَس، وَالحسن بْن زيد، وَابن أَبِي علي اللهبي، وَالمساحقي، وَأشراف أَهْل الْمَدِينَة، وَأحدق الناس به، فقالت امرأته: اخرج صل فِي مسجد الرسول، فخرج فصلى فنظر إِلَى حلقة وَافرة فأتاه، فوقف عَلَيْهِ ففرجوا له قليلا، وَنكس رَبِيعَة رأسه يوهمه أنه لم يره، وَعليه طويلة فشك فيه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: من هذا الرجل؟ فَقَالُوا له: هذا رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، فَقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: لقد رفع اللَّه ابني، فرجع إِلَى منزله، فَقَالَ لوالدته: لقد رأيت وَلدك فِي حالة ما رأيت أحدا من أَهْل العلم وَالفقه عليها، فقالت أمه: أيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار، أَوْ هذا الَّذِي هو فيه من الجاه، قَالَ: لا وَالله إِلا هذا، قالت: فإني قد أنفقت المال كله عَلَيْهِ، قَالَ: فوالله ما ضيعته .
الجهل سر بلائنا وإبليس بغية الجهلاء ورائدهم
ترى من دمر الوطن وأهلك الأهل . أهو  العلم ؟ أم الجهل ؟
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (1/ 297) - تاريخ بغداد  - الخطيب البغدادي (9/ 414) - تاريخ دمشق لابن عساكر (64/ 258) - وفيات الأعيان – ابن خلكان(2/ 288)

فروخ : على طائر الحجل أو القطا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق