الثلاثاء، 28 يوليو 2020

الخيانة لا أعينك على خيانة السلطان ومن حياة السلف الصالح نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الخيانة

لا أعينك على خيانة السلطان ومن حياة السلف الصالح نتعلم

وفي المعرة عندنا يقولون : من أمَّنَكْ لا تَخُون ولو كُنْتَ خَوْان

والخيانة أَن يُوْتَمَن الإنسانُ فَلَا يَنْصَحَ وأبسط ما في الخيانة : أن تبخل بما عندك فلا تقربه إلى ضيفك . فكيف بمن أتومن على أمر فكان كالذئب أتومن على الماشية فالخيانة شر ما عمله الإنسان، والمكر والخديعة لا يؤديان إلى خيرٍ

ابن زنجي البغدادي

يمشون في الناس يبغون العيوب لمن ... لا عيب فيه لكي يستشرف العطب

إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا ... شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا

وفي الأثر الضعيف عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ» . وقيل أن تاجرٌاً ، كان له شريكٌ، فاستأجرا حانوتاً، وجعلا متاعهما فيه. وكان أحدهما قريب المنزل من الحانوت؛ فأضمر في نفسه أن يسرق عدلاً من أعدال رفيقه؛ ومكر الحيلة في ذلك، وقال: إن أتيت ليلاً لم آمن من أن أحمل عدلاً من أعدالي أو رزمة من رزمي ولا أعرفها؛ فيذهب عنائي وتعبي باطلاً. فأخذ رداءه، وألقاه على العدل الذي أضمر أخذه. ثم انصرف إلى منزله. وجاء رفيقه بعد ذلك ليصلح أعداله، فوجد رداء شريكه على بعض أعداله، فقال: والله هذا رداء صاحبي؛ ولا أحسبه إلا قد نسيه. وما الرأي أن أدعه هاهنا؛ ولكن اجعله على رزمه؛ فلعله يسبقني إلى الحانوت فيجده حيث يحب. ثم أخذ الرداء فألقاه على عدلٍ من أعدال رفيقه وجاء صاحبه معه رجلٌ قد واطأه على ما عزم عليه، وضمن له جعلاً على حمله؛ فصار إلى الحانوت؛ فالتمس الإزار في الظلمة فوجده على العدل؛ فاحتمل ذلك العدل؛ وأخرجه هو والرجل، وجعلا يتراوحان على حمله؛ حتى أتى منزله، ورمى نفسه تعباً. فلما أصبح افتقده فإذا هو بعض أعداله؛ فندم أشد الندامة. ثم انطلق نحو الحانوت، فوجد شريكه قد سبقه إليه ففتح الحانوت ووجد العدل مفقوداً: فاغتم لذلك غماً شديداً؛ وقال: واسوءتاه من رفيق صالحٍ قد ائتمنني على ماله وخلفني فيه! ماذا يكون حالي عنده؟ ولست أشك في تهمته إياي. ولكن قد وطنت نفسي على غرامته. ثم أتى صاحبه فوجده مغتماً، فسأله عن حاله؛ فقال إني قد افتقدت الأعدال، وفقدت عدلاً من أعدالك، ولا أعلم بسببه؛ وإني لا أشك في تهمتك إياي؛ وإني قد وطنت نفسي على غرامته. فقال له: يا أخي لا تغتم: فإن الخيانة شر ما عمله الإنسان، والمكر والخديعة لا يؤديان إلى خيرٍ؛ وصاحبهما مغرور أبداً، وما عاد وبال البغي إلا على صاحبه: وكيف كان ذلك؟ فأخبره بخبره، وقص عليه قصته.

لما حبس ابن سيرين رحمه في عجز عن وفائه ، قَالَ له السجان: وهو يعرفه ويعرف مقامه : إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال، فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان .

واليوم هناك من يفتخر بالخيانة ويعد ذلك شكلا من الحنكة : وبالعامية يزهو على صاحبه فيقول : اضّحكت عليه

والأشد خطورة من خان أهله ووطنه وسعى لخرابه وعدّ ذلك شكلا من الفلاح في حياته

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (36/ 504)

كليلة ودمنة (ص: 67)

روضة العقلاء ونزهة الفضلاء – البستي (ص: 178)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق