الثلاثاء، 28 يوليو 2020

بين التمني والرجاء مسافة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بين التمني والرجاء مسافة

التَّمنِّي: حديثُ النّفس بِمَا يكون وَبِمَا لَا يكون. والامل وهو الرجاء ويختص بما هو ممكن التحقيق .

ورحم الله القائل :

لا تأمنن وإن أمسيت في حرم .... حتى تلاقي ما يمنى لك الماني

أما إذا كان التمني على الله فليسأل المرء ما شاء من خير وليكثر ، فَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

قالوا : والرَّجاء: نقيض الْيَأْس. وفي محكم التنزيل : " ما لَكُم لا تَرْجُوْنَ للهِ وَقَارا " أي لا تَخَافُوْنَ وَلا تُبَالُوْنَ.

فالرَّجَاء هُوَ الظَّن بِوُقُوع الْخَيْر الَّذِي يعترى صَاحبه الشَّك فِيهِ إِلَّا أَن ظَنّه أغلب وَلَيْسَ هُوَ من قبيل الْعلم وَالشَّاهِد أَنه لَا يُقَال أَرْجُو أَن يدْخل النَّبِي الْجنَّة لكَون ذَلِك حاصل يقيناً . بل يُقَال : أَرْجُو أَن يدْخل فلَان الْجنَّة لأنه لا يعلم ذلك

ويقال في اللغة: إن طلبت أمراً لا يمكن أن يتحقق كقولك : «يا ليت الشبابَ يعود يوماً» فهذا طَلبٌ لا يمكن أن يتحققَ؛ لذلك يُقال إنه «تمني» . أما إن قلت : «لعلِّي أزور فلاناً» فهذا يُسمّى رجاء؛ لأنه من الممكن أن تزور فلاناً.

وإن لأرجو الله حتى كأنني ... أرى بجميل الظن ما الله صانع

وهكذا إنْ كنت قد طلبتَ عزيزاً لا يُنال فهو تمنٍّ؛ وإن كنت قد طلبتَ ما يمكن أن يُنَال فهو الترجي والطلب أما التمني : كما في قول الله تعالى :{رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]

أَلا لَيْتَ شِعْرِي والأمانُّي ضلَّةٌ ... عَلَى أيِّ مَا تَنْوِي أردتَ الأَمَانِيَا

وهنا أقول لمن كان سببا في ما نحن فيه من بلاء كيف ستلاقي ربك بالتمني أم بالرجاء

نحن نتمنى ونرجو الله أن يكون مقعد من تسبب في أذى وطنه وأهله بمقعدٍ في الدرك الأسفل من جهنم ، لا يقضى عليهم فيها فيمتوا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــ

المعجم الأوسط - الطبراني(2/ 301)

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي - النهرواني(ص: 414)

العقد الفريد (3/ 129)

الفروق اللغوية للعسكري (ص: 244)

تفسير الشعراوي (12/ 7636)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق