الثلاثاء، 28 يوليو 2020

النفاق دليل ضعف فالقوي هو الذي ينافقه الناس

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

النفاق دليل ضعف فالقوي هو الذي ينافقه الناس

فإن نافقت فاعلم أنك أنت الأضعف . والكل يعلم أن المنافق يقول ما لا يؤمن به. . وفي داخل نفسه يؤمن بما لا يقول.

وفي المعرة يقولون : أشو هل الزمن ما عاد فيك تصدق

ومن المحزن إن تفشى النفاق بين المجتمعات قلب الموازين فحينها تجد من يجيد النفاق هو الذي يصل إلى الدرجات العلا، والذي يتقن عمله لا يصل إلى شيء. ولك أن تتوقع النتيجة وهي أن مجموعة من المنافقين الجهلة هم الذين يسيرون الأمور بدون علم. ويعم الفساد بين الناس ويضيع الحق. ويصبح المجتمع غابة لوحوش في هيئة بشر . كل إنسان يريد أن يحقق هواه بصرف النظر عن حقوق الآخرين. فمن يعمل لا يصل إلى حقه. لإحساسه أن لا فائدة من العمل، فيتحول المجتمع كله إلى مجموعة من غير المنتجين أي مستهلكين ما ينتجه الآخرون. ولو تساءلنا عن هوية المنافق لوجودنا أن النفاق دليل ضعف . ترى لِمَ لَمْ يظهر النفاق في مكة المكرمة وتأتيك الإجابة : لأن الإسلام في مكة كان ضعيفاً، والضعيف لا ينافقه أحد، والإسلام في المدينة أصبح قوياً، والقوي هو الذي ينافقه الناس. قال الحق جلّ في علاه : {وَمِنْ أَهْلِ المدينة مَرَدُواْ عَلَى النفاق} [التوبة: 101] . ومن المؤشرات التي تدل على انتشار النفاق تفشي الخصومات بين الناس لتكثر التحزبات كلٍ لفئة . وأنا على صح وأنت على باطل ، قال بعض الحكماء: الخصومة تمرض القلوب وتثّبت فيها النفاق. ونقل عن الْفُضَيْلَ، قَوْلُهُ : «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ، أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ، وَذَلِكَ النِّفَاقُ» ويقل الصادقون فلا تجد إلا أيما تنافق لك أي من ترملت وتبحث عن زوج تظهر المودة لتحقيق مأربها ، وهو عين المثل العربي : حَظّ الْمَرْء نفاق أيمه

وَرَحِمَ الله حَمَّادُ عَجْرَدُ حيث قال :

كَمْ مِنْ أَخٍ لَك لَيْسَ تُنْكِرُهُ ... مَا دُمْت فِي دُنْيَاك فِي يَسْرِ

مُتَصَنِّعٌ لَك فِي مَوَدَّتِهِ ... يَلْقَاك بِالتَّرْحِيبِ وَالْبِشْرِ

فَإِذَا عَدَا وَالدَّهْرُ ذُو غِيَرٍ ... دَهْرٌ عَلَيْك عَدَا مَعَ الدَّهْرِ

فَارْفُضْ بِإِجْمَالٍ مَوَدَّةَ مَنْ ... يَقْلِي الْمُقِلَّ وَيَعْشَقُ الْمُثْرِي

وَعَلَيْك مَنْ حَالَاهُ وَاحِدَةٌ ... فِي الْعُسْرِ إمَّا كُنْت وَالْيُسْرِ

وكذلك رحم الله إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حيث قال :

وَكَمْ مِنْ صَدِيقٍ وُدُّهُ بِلِسَانِهِ ... خَئُونٌ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لَا يَتَذَمَّمُ

يُضَاحِكُنِي عَجَبًا إذَا مَا لَقِيتُهُ ... وَيَصْدُفُنِي مِنْهُ إذَا غِبْتُ أَسْهُمُ

كَذَلِكَ ذُو الْوَجْهَيْنِ يُرْضِيك شَاهِدًا ... وَفِي غَيْبِهِ إنْ غَابَ صَابٌ وَعَلْقَمُ

والنصيحة لمن أحب البعد عن النفاق

خَلِّ النِّفَاقَ لِأَهْلِهِ ... وَعَلَيْك فَالْتَمِسْ الطَّرِيقَا

وَارْغَبْ بِنَفْسِك أَنْ تُرَى ... إلَّا عَدُوًّا أَوْ صَدِيقَا

أن ينافق المرء لعدوه فوارد ومشاهد

إلا أن البشاعة أن ينافق المرء لتدمير بلده وهلاك أهله.والمقابل سعادة يراها سبيلا لتحقيق مآربه ،وألم يصيب الوطن والأهل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموشى = الظرف والظرفاء (ص: 14) جمهرة الأمثال (2/ 252) التوبيخ والتنبيه لأبي الشيخ الأصبهاني (ص: 85)

أدب الدنيا والدين - الماوردي(ص: 165) تفسير الشعراوي (2/ 870)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق