الثلاثاء، 28 يوليو 2020

من ذاكرتي :

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من ذاكرتي :

طالبان في الثالث الثانوي انموذج للخلق وشعلة من الذكاء . قرر مجلس الثانوية ان يمتحنا دون مراقبة مباشرة وان يراقبا بشكل غير مباشر كنت احد من تولى فعل ذلك سألتمهما وعلى انفراد ؟ لم لم تبدو منك يا ولدي محاولة واحدة للغش.؟ وكانت الإجابة وكأنهما اتفقا عليها الغش سرقة والسرقة حرام نال احدهما الترتيب الأول على الجمهورية وجاء الثاني بعده بفارق درجتين كان هكذا حالهما منذ الأول الثانوي هما اليوم طبيبان حفظهما الله ورعاهما ولا يقل لي احد والباقي ماذا عنهم . أقل له دفعات واسعة كانت قربيه مما ذكرت . وقد خرجت الثانوية بين عام ١٩٨١ و١٩٨٤م دفعات من الأطباء والمهندسين والمعلمين و.. و.. اقل صفاتهم أنهم كانوا ناجحين بعيدين عن صفات الغش ولم تخلو قائمة العشر الأوائل من احد طلاب الثانوية .

ومن ذاكرتي : أحد طلاب مدرسة الطبيب الشهيد بإذن الله حسن حسني الدمشقي . كان على ما ذكرت من صفات الدين والخلق سألته مرة يا ولدي أنا أعلم بأنك تعمل بعد انتهاء الدوام المدرسي وتعمل في العطلة الصيفية لتعين أسرتك . ولكن تدفع ما حصلت عليه بكامله لوالدك وأنت تعلم أنه يستعين بقسم كبير منه على شرب الخمر . فأجابني على الفور هو أبي يا أستاذ وأنا أسأل الله له التوبة . تاب الأب واصطلح حاله وقد توفي رحمه الله . واستمر تفوق الشاب حتى غدا طبيباً يشار إليه بالبنان .

في إحدى مدارس الريف الغربي للمعرة طالب واليوم هو طبيب يقصد حيث استقر سألته مرة والدك قد حملك مسؤولية إخوتك وأنت لا زلت في الصف السابع فأجابني : بعين الله يا أستاذ . وأكمل واستمر وكان أحد الثلاثة الأوائل على مستوى

الجمهورية ولازلت أسعد حين أسأل عن عيادته وهي قريبة من مكان سكني اليوم

ومن ذاكرتي : ومن الوجه الآخر معلمة للصف الأول الابتدائي أبلغتني أنه قد تسرب أحد الأطفال عن الحضور فاتصلت بوالد الطفل فحضر وقال : خير يا أستاذ ؟! قلت : ابنك لا يأتي للمدرسة . فأجاب : والله ندمت لإرساله . مارح يطلع منو فائدة أنا بعرفو حمار . قلت : يا أخي الناس مضيعة خبرات فهل أعطاك الله من سابق علمه لتحكم على الغيب وعلى طفل في السادسة من عمره بالفشل لتتنبأ الغيب . عاد الطفل وحصل على الشهادة الثانوية

ومن ذاكرتي : وكانت مدرسة الطبيب الدمشقي ملاصقة للمقبرة القبلية . وكنت حريصا على أن يحضر ولي الطالب حتى وإن مرة يتعرف بها على واقع المدرسة ويتعرف على من قدر له أن يتولى تعليم ابنه .

جاءني أب صباح يوم وقبل بدء الدوام . يسأل وعلى عجلة وين المدير وينو ؟ قابلته ورحبت به . قال : خير أشو بدك يا أستاذ ؟ وبدأ يضرب ابنه ويقول إذا مشان الضرب أنا سامحلكم . أسرعت وأبعدت الولد عن أبيه .

قلت والله ما أرسلت لك لذنب اقترفه ابنك . بل هي دعوة لكوب شاي . لم يفعل الرجل .

انتبهت وإذ بامرأة تبعد عنه أمتاراً .

الأستاذ صدقي رحمه الله : يا أبو جميل ليش بعتلو  ؟

قلت أنت تعرف السبب . قال : هلق رح ياكل قتلي من مرتو

خرج الرجل مسرعا وعلى باب المدرسة رفعت زوجته العصا تحاول ضربه وهي تسبه .لأنه ضرب ابنه دون استئذان منها

وما زلت عاشق لحجرة الصف

هشام محمد كرامي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق