الثلاثاء، 28 يوليو 2020

سبحان مغير الأحوال ومن ذاكرتي ولقطة وابتسامة من حياة الرئيس السادات رحمه الله . وصور قد تفيد


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سبحان مغير الأحوال
ومن ذاكرتي ولقطة وابتسامة من حياة الرئيس السادات رحمه الله . وصور قد تفيد
حين كلفت بإدارة مدرسة البنين الثانية في الحي القبلي ، والتي أسعفني القدر بتسميتها باسم أول طبيب عرفته مدينة المعرة هو الطبيب الذي نحتسبه شهيدا بإذن الله حسن حسني الدمشقي . فقد قتله الفرنسيون وكان من حسن طالعي أن جُلَّ من عمل معي من مدرسين وإداريين كانوا ممن امتازوا بحسن الخلق . ولم آل جهدا في توثيق العلاقة معهم لنخرج في النهاية كفريق عمل ينصب جهده لتحقيق الغاية التي جمعتنا بها حجرة الصف للوصول إليها . أيامها ابتليت سوريا بسنوات عجاف حيث عم القحط ثلاث سنين
وانخفضت أسعار اللحم إلى أقل من ثمانية عشر ليرة سورية لندرة العلف ومن عجيب تلك الأيام أن يُغش التبن بالقمح فيضاف إلى أكياس التبن لزيادة الوزن فسعر كيلو التبن تجاوز بكثير سعر كيلو القمح فلم يكن من بد أن يبيع مربوا الحيوانات الأغنام لعجزهم عن اطعامها . وتحول الناس لأكل اللحوم فالخضار زادت أسعارها لتبلغ قيمة باقة البقدونس ليرة سورية بدلا عن خمس قروش . نحن في المدرسة كنا نشتري الخروف ونذبحه ونخرج للنزهة بعد انتهاء الدوام مستخدمين الدراجات النارية وذلك مرتين خلال الأسبوع مرة الأحد وأخرى الخميس  . سبرنا المنطقة من قمة جبل النبي أيوب غربا نتجول بين بليون وآثار البارة واحسم و.. و .. حتى أننا كنا نتجه جنوبا نحو شلالات الزاوية والنهر البارد وسواها . كلنا كنا نصلي إلا أنني لا حظت سلوكا غريبا على بعض زملائي ومن أول رحلة قمنا بها هناك من يحمل الخمر وهناك من يشربه سرا . تجاهلت الأمر . وكانوا من بعض الإداريين والمدرسين ولم تكن الحالة متكررة . وفي أحد المرات رافقنا أحد المدرسين من مدرسة أخرى وانتبه للحالة . همس في أذني يخبرني وكأنه رغب في مشاركتهم فقلت :  افعل فلن تحاسب عني ولن أحاسب عنك ذهب مسرعا وأخذ القليل يضعه في فمه وأنا الحظه ولم يكد الخمر يستقر في جوفه حتى صاح بأعلا صوته : أنا ابن جلا وطلاع الثنايا . ... فناديته من بعيد وقف يا زلمة لسى ما وصل لمعدتك ليصل إلى عقلك ..
هؤلاء الناس وهم وحتى اليوم أحبهم ،الحي منهم وأترحم على الميت كانوا لا يصومون رمضان ويستقدمونني يوم الجمعة صباحاً لنذهب للمدرسة كي يعملوا الفطور . لم تمض أكثر من سنتين وقد تحول الحال وللجميع وأصبح ذكر الخمر مقزز لنفوسهم وصوم عبر الأثنين والخميس هو حالهم حتى كنت أشعر بالحياء منهم لحرصهم أكثر مني على البعد عن ما هو حرام . فسبحان مغير الأحوال . لن أقول أن ذلك حصل بسببي ولكني كنت سبباً
دفعني لتذكر الحال طرفة قرأتها من خلال صفحات الشبكة لا أعلم مدى صحتها إلا أنها قد ترسم الابتسامة على الوجوه
الرئيس السادات رحمه الله كان في إجازة على أحد الشواطئ الشمالية لمصر العربية . ابتعد عن قصره ودون حراسة ليرى خيمة منعزلة . اقترب منها ونظر فيها فوجد رجلا يدخن الشيشة ورائحة الحشيش تفوح منها والدخان يملأ الخيمة . سلم السادات على الرجل فقال له تفضل يا بيه ولم يكن الرجل يعرف الرئيس السادات . وطلب الرجل من الرئيس أن يشاركه تدخين الشيشة . جلس السادات وسحب أول نفس . قال الرجل أنت شكلك نضيف أوي يا بيه بتشتعل إليه ؟ رد السادات : أنا رئيس الجمهورية . فرد الرجل : كده علطول من أول نفس .
بالصدق والصبر والجهد يمكن أن تحقق ما ترمي ، فإن لم تصل لنتيجة فاترك الأمر لله
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق