الثلاثاء، 28 يوليو 2020

تغيرت الدنيا وشواهد على تغير الحال ومن سيدنا أدم عليه السلام وأبو العتاهية شاهدان

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تغيرت الدنيا

وشواهد على تغير الحال ومن سيدنا أدم عليه السلام وأبو العتاهية شاهدان

وتغير الحال وأعجب ما في التغيير أنه ابتدأ من عهد سيدنا أدم عليه السلام وهو مستمر حتى زماننا . والتغيير لا بد حاصل إما من حال مؤلم لحال يسعد أو العكس . ودواعي احداث التغيير كثيرة أهمها الزمن ومتغيراته فقد يسترق الأكابر ويتحول إلى رق في يد الأوغاد . المال والمنصب والجاه وسواها تميز الصادق في فعله وصفاته عن الخبيث المتظاهر المتحلي بما ليس فيه .

كان لمحمد بن الحسن بن سهل صديق قد نالته عسرة، ثم ولى عملا، فأتاه محمد قاضيا حقّا ومسلما عليه، فرأى منه نبوة وتغيّرا، فكتب إليه:

لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة ... وأصبحت ذا يسر، وقد كنت ذا عسر

لقد كشف الإثراء منك خلائقا ... من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر

أبو العتاهية كان عمرو بن مسعدة، خلّا له قبل ارتفاع حاله، فلما علت رتبته مع المأمون تغيّر عليه فقال أبو العتاهية :

غنيت عن العهد القديم غنيتا ... وضيّعت عهدا كان لى ونسيتا

وقد كنت لى أيام ضعف من القوى ... أبر وأوفى منك حين قويتا

تجاهلت عما كنت تحسن وصفه ... ومتّ عن الإحسان حين حيبتا

وقيل أن أقدم ما قيل من شعر منسوب لسيدنا أدم قال بعد أن قتل قابيل هابيل

تَغَيّرَتِ البلادُ، ومَن علَيها ... فَوَجــهُ الأرضِ مُغبَرٌّ قَبِيْحُ

تــغيّر كلُّ ذي لـونٍ وطَعمٍ ... وقلّ بَشاشَةَ الوَجهُ الصّبيحُ

ويستمر التغيير لتشهد أناس باعوا وطنهم وأهلهم بدريهمات ويخبرنا الله جلّ في علاه عن حال هؤلاء : وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَ‌ٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ سورة ص

يا رب أرنا فيمن تتسبب في هذا البلاء يوماً يسرنا ولا يسره

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــ

الزهرة - الأصبهاني(ص: 240)

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون (6/ 433)

زهر الآداب وثمر الألباب - أبو إسحاق الحُصري القيرواني (3/ 885)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق