الثلاثاء، 28 يوليو 2020

المداهنة ومن قصة سيدنا أيوب عليه السلام نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المداهنة

ومن قصة سيدنا أيوب عليه السلام نتعلم

قالوا : المداهنة: هي أن ترى منكرًا وتقدر على دفعه ولم تدفعه؛ حفظًا لجانب مرتكبه، أو جانب غيره

ورحم الله المعولي العماني حيث قال :

إن تحيرتَ قِــــــفْ وقوفَ .. سؤال لا تُداهِن مخافةَ التغييرِ

فاحــــذر اللَّهَ في الأمور فإن .. اللَّهَ يُــحْصى القليلَ مثلَ الكثيرِ

روى الإمام أحمد رحمه الله في "الزهد" عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى: أنه سئل: ما كان شريعة أيوب عليه السلام؟ قال: التوحيد وصلاح ذات البين، وإذا أراد أحدهم حاجة إلى الله خر ساجدًا ثم طلب حاجته. قيل: فما كان ماله؟ قال: كان له ثلاثة آلاف فدان، مع كل فدان عبد، مع كل عبد وليدة، مع كل وليدة أتان وأربع عشرة ألف شاة، ولم يبت ليلة له ضيف وراء بابه ولم يأكل طعامًا إلا ومعه مسكين . وأخرج ابن عساكر عن عقبة بن عامر قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله تعالى لأيوب عليه السلام تدري ما جرمك إلي حتى أبتليك فقال لا يا رب قال لأنك دخلت على فرعون ( القصد هنا الحاكم الظالم ) فداهنت عنده في كلمتين . قيل دخل أهل قريته على ملكهم وهو جبار من الجبابرة وذكر بعض ما كان ظلمه الناس ويقع به عليهم فكلموه فأبلغوه في كلامه ورفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه فقال الله اتقيت عبدا من عبادي من أجل زرعك أن تصدقه مخافة منه أن يغلظ عليك فأنزل الله عز وجل به ما أنزل به من البلاء . وعن إدريس الخولاني قال أجدب الشام فكتب فرعون إلى أيوب عليه السلام أن هلم إلينا فإن لك عندنا سعة فأقبل بخيله وماشيته وبنيه فأطعمهم وبنيهم فدخل شعيب عليه السلام . قال يا فرعون أما تخاف أن يغضب الله غضبة فيغضب لغضبه أهل السموات والأرض والجبال والبحار فسكت أيوب فلما خرجا من عنده أوحى إلى أيوب يا أيوب أو سكت أو سكت عن فرعون لذهابك إلى أرضه استعد للبلاء قال أيوب أما كنت أكفل اليتيم وآوي الغريب وأشبع الجائع وأكفت الأرملة فمرت سحابة يسمع فيها عشرة آلاف صوت من الصواعق يقولون : من فعل بك ذلك يا أيوب فأخذ ترابا فوضعه على رأسه.

واليوم المحاباة والمداهنة سبيل الكثيرين وربما كانت المداهنة أحد أهم السبل التي أوصلتنا لهذا البلاء . لقد بالغنا في المداهنة كل حد حتى تجاوزناه للقتل فهناك من يقتل أبناء بلده مداهنة دون وجه حق .

نروج للكذب مداهنة ونطمس الصدق مداهنة أيضا

نداهن للعدو التي بغيته هلاك الأهل ودمار الوطن

ومع ذلك ترتفع أصوات المداهنين بأن الله معنا

يا رب اكتم على أفواه المداهنين وفرج عنا بصدق الصادقين

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــ

تاريخ دمشق لابن عساكر (10/ 60)

 الدر المنثور في التفسير بالمأثور – الإمام السيوطي (5/ 653)

حسن التنبه لما ورد في التشبه – نجم الدين الغزي(6/ 75)

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق