الأحد، 30 يناير 2022

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

علماؤنا والثروة والغنى

لم يكن علماؤنا فقراء كما يتصور البعض وأن طلب العلم والزهد في الدنيا شغلهم عن العمل واكتساب المال بسبله المشروعة

دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَعْلَجِ بنِ عَبْدِ الرحمن, المحدِّث الحُجَّةُ رحمه الله خلّف ثلاثمائة ألف دينار وتساوي اليوم أكثر من 50 مليون دولار أميركي تقريبا)"، وكان يقول: "ليس في الدنيا مثل داري

عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، وَإِنِّي كُنْتُ أَتَعَشَّى مَعَ عُثْمَانَ خَزِيرًا مِنْ طَبْخٍ مِنْ أَجْوَدِ مَا رَأَيْتُ قَطُّ، فِيهَا بُطُونُ الْغَنَمِ، وَأُدْمُهَا اللَّبَنُ وَالسَّمْنُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  : كَيْفَ تَرَى هَذَا الطَّعَامَ؟ فَقُلْتُ: هَذَا أَطْيَبُ مَا أَكَلْتُ قَطُّ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ الْخَطَّابِ! أَكَلْتَ مَعَهُ هَذِهِ الْخَزِيرَةَ قَطُّ؟ قُلتُ: نَعَمْ، فَكَادَتِ اللُّقْمَةُ تَفْرُثُ فِي يَدِي حِينَ أَهْوِي بِهَا إِلَى فَمِي، وَلَيْسَ فِيهَا لَحْمٌ، وَكَانَ أُدْمَهَا السَّمْنُ وَلا لَبَنَ فِيهَا. فَقَالَ عُثْمَانُ: صَدَقْتَ، إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتْعَبَ وَاللَّهِ مَنْ تَبِعَ أَثَرَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ بِثَنْيِهِ عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ ظَلَفًا أَمَا وَاللَّهِ مَا آكُلُهُ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنِّي آكُلُهُ مِنْ مَالِي، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَكْثَرَ قُرَيْشٍ مَالا، وَأَجَدَّهُمْ فِي التِّجَارَةِ، وَلَمْ أَزَلْ آكُلُ مِنَ الطَّعَامِ مَا لانَ مِنْهُ، وَقَدْ بَلَغْتُ سِنًّا فَأَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيَّ أَلْيَنُهُ، وَلا أَعْلَمُ لأَحَدٍ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ تِبْعَةً.

تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِشَطْرِ مَالِهِ؛ أَرْبَعَةِ آلَافٍ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خَمْسِمِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَمَلَ ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله. وكان عامة ماله من التجارة .

وثبت في «الصحيح» أنّ الزُّبَيْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  خلَّف أملاكًا بنحو أربعين ألف ألف درهم وأكثر، وما ولي إمارةً قطّ ولا خَرَاجًا، بل كان يتّجر ويأخذ عطاءه، وقيل: إنّه كان له ألف مملوك يؤدُّون إليه الخَرَاج، فربّما تصدّق بخراجهم

رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رحمه الله ، أَنَّهُ كَانَ يَحْتَكِرُ الزَّيْتَ وَالْخَبَطَ وَنَحْوَ هَذَا. وقال السندي: يحتكر الزيت، أي: يرى أن الاحتكار الممنوع مخصوص بالقوت، ولا يشمل نحو الزيت.

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الإمام الثَّوْرِيِّ رحمه الله ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَمْسِكُ هَذِهِ الدَّنَانِيرَ؟ فَقَالَ: اسْكُتْ لَوْلَا هَذِهِ الدَّنَانِيرُ لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلَاءِ الْمُلُوكُ

وهذا غيض من فيض الباحثة أوليڨيا ريمي كونستَبل -في دراسة ضمن كتاب أعده مركز دراسات الوحدة العربية بعنوان ‘الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس‘- من إحصائية أعدها هـ.ج. كوهِن، وذكر فيها "أن 4200 مادة (= ترجمة) -من أصل 14000 تصف العلماء في كتب السِّيَر- كانت تحتوي على معلومات تخص المهنة التي يمارسونها".

تاريخ الطبري (4/ 400)

سنن الترمذي (2/ 558)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (3/ 392)

سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي  (12/ 143)

البداية والنهاية ط هجر (10/ 253)

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 381)

الخزيرة : لحم يقطع صغَارًا وَيصب. عَلَيْهِ مَاء كثير فاذا نضج ذَر عَلَيْهِ الدَّقِيق









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق