صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
عُرْوَةُ
بْنُ أُذَيْنَةَ . فقيه ومحدث وشاعر غزل
وصورة
من صور فقهاءنا
لم يكن علماء قاطبي الجبين ، عابسي الوجه . متزمتين بل
كانت حياتهم كأجمل حياة يحياها الناس إلا فيما يغضب الله تعالى
قال الشيخ الطنطاوي رحمه الله لم ينزه الله نبيه عن
الشعر لأن الشعر قبيح . إنما نفى عنه أن يكون شاعراً كمن عرف العرب من الشعراء ورد
عليهم قولهم : إنه لشاعر . لأن الشاعر يأتيه الوحي من داخل نفسه والنبي عليه
الصلاة والسلام يجيئه من السماء . وهذا الذ لم تدركه العرب فقالوا قولتهم التي
ردّها الله عليهم ! . أما أصغى النبي صلى الله عليه وسلم لكعب وهو يتغزل بسعاد
وَما
سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا .. إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ
مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً .. لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
ومن
نماذج الفقهاء الشعراء عُرْوَةُ بْنُ أُذَيْنَةَ قال الإمام الذهبي وغيره أَبُو
عَامِرٍ اللَّيْثِيُّ الْحِجَازِيُّ، الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ. [الوفاة: 121 - 130
ه] . سَمِعَ: ابْنَ عُمَرَ. وروى عنه مالك في الموطأ وكان من فحول الشعراء ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْن عُمَر، وغيرهما. ولَهُ وفادة عَلَى هشام بْن عَبْد الملك، وَكَانَ
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. و شاعر غزل مقدم، من أهل المدينة، وهو معدود من الفقهاء
والمحدثين أيضاً، ولكن الشعر أغلب عليه.
ومن
شعره
إِنَّ
الَّتي زَعَمَت فُؤادَكَ مَلَّها .. خُلِقَت هَواكَ كَما خُلِقتَ هَوىً لَها
فيكَ
الَّذي زَعَمَت بِها وَكِلاكُما .. يُبدي
لِصاحِبِهِ الصَبابَةَ كُلَّها
وَيَبيتُ
بَينَ جَوانِحي حُبٌّ لَها .. لَو كانَ
تَحتَ فِراشِها لأَقَلَّها
وَلَعَمرُها
لَو كانَ حُبُّكَ فَوقَها .. يَوماً وَقَد ضَحِيَت إِذاً لأَظَلَّها
وَإِذا
وَجَدتُ لَها وَساوِسَ سَلوَةٍ .. شَفَعَ الفُؤادُ إِلى الضَميرِ فَسَلَّها
بَيضاءُ
باكَرها النَعيمُ فَصاغَها .. بِلَباقَةٍ فَأَدَقَّها وَأَجَلَّها
مَنَعَت
تَحِيَّتَها فَقُلتُ لِصاحِبي .. ما كانَ
أَكثَرَها لَنا وَأَقَلَّها
لَمّا
عَرَضتُ مُسَلِّماً لِيَ حاجَةٌ .. أَرجو مَعونَتَها وَأَخشى ذُلَّها
فَدَنا
فَقالَ لَعَلَّها مَعذورَةٌ .. مِن أَجلِ رِقبَتِها فَقُلتُ لَعَلَّها
وبلغ من اعجاب الناس بها أن أبا السائب المخزومي حين
سمعها أن لا يأكل طعاما إلى الليل
وأورد الخطيب البغدادي : أن سكينة بنت الحسين رضي الله
عنه مرت بعروة بن أذينة، فقالت له: يا أبا عامر أنت الذي تقول:
يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم ... حتى متى لي هذا الضر في
نظري
قالَت وَأَبثَثتُها وَجدي فَبُحتُ بِهِ .. قَد كَنتَ
عِندي تُحِبُّ السُترَ فَاِستَتِرِ
أَلَست تُبصِرُ مِن حَولي فَقُلتُ لَها .. غَطّى هَواكِ
وَما أَلقى عَلى بَصَري
وأنت القائل:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي .. أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره .. فمن لحر على الأحشاء
يتقد؟
واليوم يوصونك بالزهد ويغرقون في الملذات
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــ
تاريخ
الإسلام (3/ 463)
تاريخ بغداد الخطيب البغدادي (2/ 454)
فوات
الوفيات (2/ 451)
زهر الأكم في الأمثال والحكم (1/ 272)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق